احتضن قصر الثقافة ''مفدي زكريا'' في العاصمة مساء أول أمس، عرضا لمسرحية ''يوميات مجنون''، وهي عمل من نوع ''مونودراما''· وشارك في تجسيد أدوار العرض الممثل الشاب إيدير بن عيبوش الذي جسد ''بوبريشتشين''، وهي شخصية خرافية لعميد الأدب الروسي ''نيكولاي فاسيليفيتش غوغول''، حيث تصاب بالجنون عند وقوعها في حب مستحيل· وتحكي المسرحية المقتبسة من قصة ''غوغول'' المؤلفة سنة ,1835 قصة شخصية ''بوبريشتشين'' ذو النظرة الحزينة التي يغمرها اليأس والذي أصيب بالجنون عند وقوعه في حب ابنة مسؤوله في العمل تدعى ''صوفي''، بينما هو موظف بسيط· وأدى الممثل المسرحي إيدير المتخرج من المعهد العالي لمهن السمعي البصري والفنون الاستعراضية سنة ,2010 ببراعة دور ''بوبريشتشين''، واستطاع التعبير عن معاناة موظف بسيط في فترة تميزت بالقمع والاضطهاد الاجتماعي، والذي غمرت عيناه السوداوية والأسى الممزوجين بثورة هزمت في بدايتها؛ أضفت على نظرته نوعا من الشراسة·وفي ''ديكور'' بسيط وعاتم يتوسطه مكعب أبيض؛ تحلت الشخصية بكل الطاقة والخفة التي تميز رجلا مضطربا ذهنيا، ومجروحا في كرامته، حيث برز ذلك من خلال حركات الممثل وسلوكاته على الخشبة، لكن الجنون كان يسيطر على الشخصية في الظاهر فقط، فباختياره إلقاء النص بوتيرة سريعة، فإن الممثل لم يتحل بروح الجنون· وهنا اعتبر نقاد تابعوا العرض، أنه ''لو أخذنا بعين الاعتبار وقوفه الأول وحيدا على خشبة المسرح، لا يمكننا إلا تحية إيدير''·من ناحية أخرى، تعتبر قصة ''يوميات مجنون'' المؤلفة سنة ,1835 إلى جانب قصتي ''المعطف'' و''الأنف''، من بين الأعمال المتميزة ل''غوغول''، وألهمت هذه القصة الفنان المسرحي الجزائري الراحل عبد القادر علولة سنة 1972 عندما أخرج ''مونولوغ'' تحت عنوان ''حمق سليم'' الذي أدى دوره الرئيسي على خشبة المسرح