لم تكن القاعدة النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني، تتوقع أن اللجنة المركزية التي وثقت فيها من أجل إنقاذ الحزب العتيد من رياح عاتية قد تقذف به خارج الخارطة السياسية، لاسيما وأن أصوات الحراك تعالت لتطالب بإحالته على المتحف، ستدق مسمارا آخر في نعش "العتيد" قد يكون الأخير، ليُحال على الذاكرة الجماعية. الصندوق يٌورّط الأفلان وتعالي أصوات إحالته على المتحف "حلمت" القاعدة النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني، بحل قد يكون المنقذ للحزب، يتمثل في انتخاب أمين عام ينتشل الحزب العتيد، من وضعية اللاشرعية، التي تخبط فيها منذ عشرات السنين، فاختارت الصندوق لانتخابه، لكن تحول صندوق الانتخاب في موقعة قصر المؤتمرات، إلى صندوق نعش للأفلان، ومنح "شرعية" أكثر لمطلب جماهيري بإحالة هذا الإرث التاريخي على المتحف، حتى لا يبقى الحزب الذي جمع الجزائريين خلال الثورة التحريرية، في أيدي العابثين. جميعي ... من كتلة الأحرار في 2011 إلى أمين عام الأفلان في 2019 محمد جميعي، 50 عاما، من مواليد منطقة بئر العاتر بولاية تبسة، حاصل على شهادة الليسانس في التسيير من المعهد الوطني للتجارة، شهادة ما بعد التخرج في تقنيات تسيير مؤسسات عالمية وشهادة دراسات عليا تخصص دبلوماسية. انضم جميعي إلى صفوف حزب جبهة التحرير الوطني سنة 1991، انتخب كنائب للعهدة الأولى 2002-2007، عن حزبه الأفلان، ثم أعيد انتخابه كنائب لعهدة ثانية لكن في قائمة الأحرار بعدما رُفض ملفه في تشريعيات 2007 من قبل الحزب، ليكون رئيسا للمجموعة البرلمانية للأحرار، لكنه سرعان ما عاد إلى الحزب في 2012، وفي هذا الأمر يُحمل الكثير من مناضلي الحزب الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، بأنه هو من ورط الحزب بأصحاب الشكارة، عندما قبل بترشحهم في قوائم الأفلان في تشريعيات 2012. استقالات ... وأعضاء من اللجنة المركزية يتحدثون عن رشوة وخلف انتخاب محمد جميعي، أمينا عاما للأفلان، سخطا في القاعدة النضالية، وقالت النائب بالمجلس الشعبي الوطني، فايزة بوحامة، إن ما حدث مهزلة، مؤكدة أن اليوم تأكدت مقولة زعيم الحزب الراحل عبد الحميد مهري، إننا في زمن الرداءة وللرداءة أهلها. وقال عضو اللجنة المركزية، سعيد بدعيدة، إنه قد قدم استقالته من اللجنة المركزية بعد خمسين سنة من النضال، معللا ذلك برفضه تواجد أصحاب المال الفاسد في الحزب، وتحدث بدعيدة عن رشوة أعضاء اللجنة خلال الاجتماع، مؤكدا أنه الوضع غير سليم في حزب جبهة التحرير الوطني. وأقدم النائب البرلماني، عن حزب جبهة التحرير الوطني، الهواري تيغرسي، على تقديم استقالته من الحزب. وتأتي استقالة تيغرسي مباشرة بعد انتخاب الأفلان محمد جميعي أمينا عاما له، خلفا لجمال ولد عباس . وقالت القيادية، سميرة كركوش، إنها لا تعتبر، الأمين العام الجديد للحزب، محمد جميعي، منتخب الأفلان لأن اللجنة المركزية الحالية غير شرعية. وعبرت كركوش في تصريح لقناة الجزيرة، عن أسفها في أن تجرى اللجنة المركزية للأفلان في هذا الوقت بالتحديد، والجزائر تمر بظروف ليست عادية، وقالت إن اللجنة المركزية الحالية ليست شرعية، وكل هياكل الحزب كانت محلة. عبد الكريم عبادة: بوتفليقة انتقم من الأفلان لأنه أحاله على لجنة الانضباط سنة 80 قبل أيام من انعقاد اللجنة المركزية، أعلن منسق الحركة التقويمية، التي تأسست سنة 2010، عبد الكريم عبادة، عن رفضه لاجتماع اللجنة. وقال عبادة خلال لقاء مع المناضلين، إن اللجنة المركزية وأعضائها ليسوا شرعيين ولا يمكنهم انتخاب أمين عام، مؤكدا أن 70 بالمائة من أعضائها لا يمتلكون مؤهلات ليكونوا في القيادة. وقال عبادة، إن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، هو من ضيع الأفلان بغرض الانتقام منه بعد إحالته على لجنة الانضباط من قبل اللجنة المركزية سنة 1980، ثم جاء فانتقم من الحزب ورجالاته، مضيفا أن حاشيته أغرقت الحزب في القذارة من خلال تكريس الأعمال المشينة وحشوه بالبلطجية والخارجين عن القانون لملء القاعات وعقد اجتماعات اللجنة المركزية بهم.