قدّمت وزيرة الثقافة، مريم مرداسي، أمس، استقالتها لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، على خلفية فاجعة سقوط 5 وفيات وإصابة العشرات في حفل غنائي، أقيم بملعب 20 أوت في الجزائر العاصمة، وأحياه مغني الراب المغترب، عبد الرؤوف دراجي، الشهير باسم "سولكينغ". ووصفت الاستقالة بالتاريخية في حكومة بدوي بسبب "انعدام" هذا السلوك الأخلاقي تقريبا لدى كبار المسؤولين. وتعد الاستقالة ثاني إجراء ينهي مهام وزير في الحكومة، بعد إقالة عبد القادر بن صالح قبل أيام، وزير العدل حافظ الأختام، سليمان براهمي، وتعويضه ببلقاسم زغماتي. وساعات قليلة بعد استقالة وزيرة الثقافة ، أنهى رئيس الدولة مهام المدير العام للأمن الوطني عبد القادر قارة بوهدبة ، ضمن تداعيات الفاجعة الأليمة التي وقعت في حفلة سولكينغ. واهتزت الجزائر على وقع جدل بسبب واقعة حفل المغني العالمي، الذي أظهر حفله هشاشة الإجراءات التنظيمية للتظاهرات الفنية الكبرى، إذ لم يكن بحسب مراقبين من اللائق تنظيم الحفل في ملعب لكرة القدم لا يتسع سوى لنحو 30 ألف متفرج. وكان الحفل الأول لسولكينغ بالجزائر حسب الحماية المدنية قد أدى إلى سقوط 5 قتلى وإسعاف 86 جريحا، حيث أفاد المكلف بالإعلام ياسين برناوي، بأن الحماية المدنية قدمت الإسعافات ل86 شخصا بمركز الإسعاف والتدخل السريع الذي تمت إقامته بعين المكان، وأسفر عن تحويل 32 شخصا إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بعضهم كان في حالة حرجة. وفيما تبقى الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الأليم غير معروفة حتى الآن، أمر وكيل الجمهورية بمحكمة سيدي أمحمد، الجمعة، بفتح تحقيقات "معمقة بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة المؤلمة مع تحديد المسؤوليات"، كما ورد في بيان وكيل الجمهورية. وقد تم تسجيل خمس ضحايا من بينهم طفلة لا تتجاوز 13 سنة. وقدم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، الجمعة، تعازيه الخالصة إلى عائلات المتوفين والمصابين في الحفل الفني الذي نظم سهرة الخميس بملعب 20 أوت بالعاصمة، مؤكدا على ضرورة المتابعة "الصارمة" لحيثيات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. كما أنهى الوزير الأول نور الدين بدوي، أمس الأول، مهام المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بن الشيخ الحسين سامي، حسب ما أورد التلفزيون العمومي. وعقب ساعات طويلة عن الحادثة، خرج مغني الراب الجزائري المغترب "سولكينغ" عن صمته، ونشر منشورا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، معبرا عن صدمته مما جرى، ودافع عن نفسه بسبب الانتقادات التي طالته بسبب مواصلة الحفل رغم وقوع ضحايا، وقال: "لم أكن أنا ولا الفنانين الذين رافقونني على المسرح على دراية بهذه الحادثة وعواقبها المؤلمة قبل وأثناء الحفل الموسيقي، مما يفسر استمرار أدائنا". والتهبت مواقع التواصل بالتعليق على الفاجعة واستعجلت رحيل الحكومة استجابة لمطالب الشعب، ومساهمة في حل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.