أصبحنا نخاف من نقل العدوى لأهالينا بسبب نقص الإمكانيات البلاد - حليمة هلالي - رفع العديد من الممرضين التحدي من أجل مجابهة فيروس كورونا عبر مستشفيات الوطن، غير أن المخاوف لحقت ببعض ممارسي قطاع الصحة، خاصة ممن عايشوا من كان بهم الفيروس ولقوا حتفهم بسببه، ففي هذا الاطار، طالب هؤلاء بأن يخضع بعض الممرضين إلى التحاليل الطبية، لا سيما الذين كانت لهم احتكاكات بالحالات المشتبه بها ولا يزالون يتجولون بمصالح المشافي ويتنقلون عبر وسائل النقل إلى أهاليهم. ويروي أحد الممرضين يشتغل بمصلحة الاستعجالات الجراحية والطبية بالمستشفي الجامعي فرنس فانون في "البلاد" أنه عايش إحدى الحالات المصابة بالفيروس ويتعلق الأمر بالعجوز التي ليقت حتفها بالبليدة، مفيدا أنه رغم الوضع الصعب إلا أن نفسية بعض العاملين بالمشافي متأزمة خوفا من أن ينقل هؤلاء الفيروس إلى أهاليهم، مطالبا في هذا الصدد بضرورة تشكيل لجنة تعزل الممرضين وتوفر لهم الشروط الضرورية وفق المقايس المعمول بها عالميا تفاديا لانتشار بؤرة الفيروس. وافاد المتحدث الذي رفض ذكر اسمه أن بعض المسؤولين يوجهون تعليمات عبر الهاتف وعن بعد، غير آبهين بصحة الممرضين الذين يتعايشون مع المرضي 24 ساعة على 24 ساعة وبالمناوبة، مطالبين بقرار استعجالي لاحتواء هذه النقطة الحساسة. وأفاد الممرض أن المرضى الذين قدموا إلى المستشفى يتطلب نقل دمهم للتحليل يوم كامل وهذا وقت طويل حسبه ضف إليها أن مصلحة التحليل الخاصة بالفيروس موجودة في معهد باستور وتعرف هذه الأخيرة نقصا في باقي المستشفيات، ما يجعل مطلب إضافة مراكز للتحليل في المشافي أمرا حتميا في الوقت الحالي. ويروي لنا هذا الممرض الذي رفض ذكر اسمه أن المخاوف تزداد، خاصة وأن بعض الأولياء يأتون رفقة أبنائهم. ورغم التحذير من العناق والتقبيل عند مغادرة المصلحة، إلا أن الجزائريين لا يتخلون عن هذه العادات رغم خطورتها على صحتهم وإمكانية نقل العدوى يصبح سهلا. ويتذكر محدثنا اللحظات الاخيرة التي عايشها مع إحدى المصابات بالكورونا والتي لاقت حتفها بمشفى فرنس فانون بالبليدة، مفيدا أن المريضة كانت في مرحلة خطيرة عندما بلغت المصلحة ففي البداية كانت عليها أعراض الانفلونزا وبعدها أصبحت تتعرض للقيء والاسهال وبعد أيام أصبحت تعاني من ضيق في التنفس وتم التدخل لوضع جهاز لمساعدتها على التنفس ووضعت بغرفة الانعاش، غير أن مناعة جسمها كانت اقل من أن تجابه الفيروس الذي اودى بحياتها. وقال المتحدث إنه زيادة على تلك الحالة، تم استقبال 3 حالات جراء الكورونا بعد إرسالهم من مستشفى الفابور في وضعية متطورة من المرض، بسبب صعوبة في التنفس، الأمر الذي استدعى تدخل أطباء التخدير والانعاش وشبه الطبي العامل على مستوى مصلحة الانعاش للتكفل بهم. علما أن هناك نقصا في الأطباء والاخصائيين في هذه المصلحة، مفيدا انه تم إرسال التحاليل لمعهد باستور، حيث تم تأكيد إصابتهم بعد فوات الأوان ليفارقوا الحياة بعدها. ودعا المتحدث إلى ضرورة حماية عمال الصحة وعائلاتهم وذلك عن طريق توفير الامكانيات الوقائية المعمول بها عالميا وعدم التمييز بين العمال كطبيب أو ممرض أو عون مهني. وطالب بحماية عائلات ممتهني الصحة الذين لهم علاقة مباشرة مع المصابين بفيروس كورونا من خلال منع ذهاب العمال لبيوتهم والتكفل بهم داخل المستشفيات التي تشهد وجود حالات لفيروس الكورونا. كما دعا إلى ضرورة تشكيل لجنة متابعة من كل القطاعات، الصحة، العدالة، الداخلية والتعليم العالي والمجتمع المدني لمتابعة الوضع واتخاذ قرارات استراتيجية تكون مبنية على معطيات وبدائل ناجعة ومجربة. التوعية من خلال وسائل الإعلام ومختلف الوسائط ووجه المتحدث رسالة إلى المواطنين، مؤكدا فيها أن العمال في قطاع الصحة لا حول ولا قوة لهم، مفيدا ان هناك نقص في العتاد والامكانيات ونقص خاصة في المورد البشري ناتج عن منظومة صحية هشة في غياب استراتجيات وحلول فعالة.