أكد البروفيسور صالح للو رئيس مصلحة علاج كوفيد 19 بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران , أن المنحى الوبائي عرف انخفاضا لافتا في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا, أسهم في تحقيقهما وعي مجتمعي وتقيد بإجراءات السلامة والوقاية والتباعد المجتمعي. مبرزا في حديث ل"البلاد نت", أنه مع انخفاض أعداد الإصابات تضاعف شعور الشخص بأهمية الالتزام أكثر وأكثر بكل الإجراءات الاحترازية لحماية ذاته والآخرين، وصولا لحياة خالية من فيروس "شرس" غير من تفاصيل الحياة بأكملها. وبرأي البروفيسور للو , فان رقم الوفيات الذي بلغ بين حالة إلى حالتين في وهران التي كانت تتربع الخريطة الوبائية و 150 إصابة يوميا , هو الأدنى منذ نحو 40 يوما حسبه ،وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن اللجنة العلمية لرصد متابعة الجائحة الوبائية . وقال ذات المتحدث ,إن الجزائر وصلت على ما يبدو إلى مرحلة ثبات المنحنى الوبائي , من خلال تسجيل بين 60 إلى 74 حالة شفاء في اليوم الواحد من الفيروس التاجي بمختلف المؤسسات الاستشفائية المتواجدة بالولاية، وذلك بخلاف الأسابيع الماضية التي شهدت أعنف حصيلة في الوفيات بمعدل 10 وفيات يوميا , وعزا ذلك إلى زيادة الالتزام بإجراءات السلامة الصحية والتقيد بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وعدم حضور التجمعات بأشكالها كافة، وهو ما أدى حسبه إلى انخفاض هذه الأعداد بشكل ملحوظ، معتبرا أن تراجع أرقام الوفيات والإصابات , ينبغي أن يشجع الناس على الالتزام أكثر، وعدم التراجع من أجل الوصول إلى بر الأمان والعودة إلى الحياة الطبيعية الخالية من الأمراض والأوبئة. من جهته , أكد الدكتور بوخاري يوسف رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة , أن البلاد بدأت تتجاوز ذروة الضغط على المصالح الصحية التي عانت في الأسابيع الماضية ,مضيفا أنه تم تنصيب خلايا تحقيق لمتابعة تطورات هذا الوباء بعاصمة الغرب الجزائري بهدف حصر رقعة الفيروس، وتخفيف الضرر بتقليل عدد الإصابات، مشيرا إلى أن هناك تحول من قبل المجتمع الجزائري ، فقد كان الناس غير مقتنعين بالمرض ويعتبرونه غير خطير وغير مضر، إلا أن الآراء اختلفت الآن وأصبحت معظم الأسر الجزائرية تشعر بخطورة هذا المرض، إلى جانب أن التباعد الاجتماعي أصبح أقوى، بأخذ الحيطة والحذر لتجنب الإصابة والإضرار بالآخرين". في سياق متصل بالموضوع , كشف الدكتور بن عسلة عز الدين المختص في الأمراض المعدية بمستشفى شيغيفارا في مستغانم , عن أن المرحلة الوبائية الحالية تختلف عن سابقتها في أواخر شهر نوفمبر , مؤكدا استقرار المنحى الوبائي , بحيث كانت مستغانم تحتل الخانة الثالثة وطنيا ببلوغها 1700 حالة مؤكدة في ظرف 8 أيام وهو رقم مخيف وفق تقديرات الدكتور بن عسلة , الذي أرجع ذلك إلى تهور الساكنة وتخليهم عن التدابير الوقائية وعودة سوق عين الصفراء إلى النشاط , مضيفا أن الأيام الأخيرة عرفت ثباتا في الوضع الوبائي بتسجيل معدلات خفيفة تتراوح بين 19 إلى 27 حالة إصابة يوميا , بسبب شعور المواطن بالخطر والعودة إلى التحلي بالوقاية العامة من ارتداء للكمامات إلى التباعد الاجتماعي وعدم إقامة التجمعات، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الاستمرار بهذا النهج على اعتبار أن ثبات المنحنى الوبائي أو انخفاضه لا يعد مؤشرا على انتهاء كورونا. في هذا المضمار , أبدت الدكتور سهام بن علجية المختصة في الأمراض الصدرية والمجندة في مصلحة كوفيد بمستشفى عين الدفلى ,تفاؤلها بأن الفيروس التاجي سينحسر بشكل بارز في قادم الأيام الفيروس ، مع تراجع أعداد الحالات الجديدة في بعض المناطق. وأبرزت المتحدثة , أن ثمة بوادر تحسن لافت للوضع بعد مرور أسابيع قاسية في عين الدفلى التي كانت بؤرة رئيسية للجائحة , بلغت نسبة انتشار الوباء فيها معدلات قياسية. مشيرة إلى أن المعطيات عن اتجاه الوضع في الجزائر تؤكد استقرار الوباء وتراجعه بقوة في عدة مناطق , وهو ما أدى إلى تراجع الجزائر على الترتيب العالمي بحسب بيانات موقع "وورد ميتر" المتخصص في رصد الإحصائيات بشأن وباء "كورونا , وبات ترتيب الجزائر بعدد الإصابات ل76 عالميا، ب 97,857 إصابة ، بعدما كان في المرتبة 41 عالميا. كما أوضحت الدكتور , أن المنحى التصاعدي في انتشار الفيروس في المدن التي كانت تشكل بؤرا رئيسية لتفشي كورونا , قد توقف، لافتة إلى أن الوضع الوبائي يميل نحو الاستقرار , لكنها شددت في الوقت نفسه، على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لفترة طويلة , معلنة أن الفيروس فتك بحوالي 672 طبيبا وممرضا في مصالح علاج كوفيد في الوطن , مشددة على اتخاذ مزيد من التدابير التي تمنع عودة التجمعات من أجل التقليل من الحركة وتجنب الاحتكاك بين المواطنين، باعتبارها التي تعتبر عاملا أساسيا لتجنب العدوى.