قال إن التغيير لا يمكن أن يتم بموجب نص قانوني أو قرار دعا الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري، إلى فتح نقاش وطني موسع يشارك فيه من أسماهم ”العناصر الواعية والقوى السياسية” في البلاد مع اشتمال النقاش على البعد الإسلامي والموقف من التيارات الإسلامية، للوصول إلى تغيير حقيقي ووضع أسس نظام حكم جديد· جزم المتحدث، بأن التغيير الحقيقي والصحيح لا يمكن أن يتم بموجب نص قانوني أوبقرار، ويرى مهري الذي نشط ندوة فكرية بمقر الزميلة ”الجزائر نيوز” ليلة الجمعة، أن التغيير هو مهمة جيل كامل قد يستمر مدة طويلة، مشيرا إلى أن الإطار الأفضل لإحداث ذلك التغيير يتم عبر ”فتح نقاش واسع، واضح المعالم والأهداف، يشارك فيه كل أطياف المجتمع من أجل الاتفاق حول رؤية مشتركة تحظى بإجماع كل القوى السياسية في البلاد”، ويتم على ضوء الفكرة التي قدمها مهري، الوصول إلى أسس جديدة لنظام الحكم بغض النظر عن اختلاف الأفكار· وانتقل بعدها مهري في خضم حديثه عن التغيير، إلى الحراك في الدول العربية، فبعدما اعتبر الحراك الحاصل دليل على عجز القوى العربية، أكد ”رفضه احتكار السلطة من طرف حزب أو طائفة”· وسُئل مهري من طرف الحضور عن مشاركته في مسار المشاورات السياسية التي قادها عبد القادر بن صالح، وعرفت مقاطعة رفيقه حسين آيت أحمد، فأجاب ”لقد قدمت وجهة نظري وهو ما فعلته من خلال رسالتي إلى رئيس الجمهورية، التي عبرت فيها عن قناعاتي ونظرتي للتغيير ونظام الحكم”· كما قدم مهري نظرته لواقع وآفاق العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية وهو الذي اشتغل سفيرا في باريس بين سنوات 1988-,1984 وطالب بوضع سياسة خاصة تجاه ”الدولة التي استعمرتنا”، مع إيلاء الملف أهمية خاصة، وعدم الاكتفاء بمطالبة الجانب الجزائري، فرنسا بالاعتذار عن جرائمها فقط، داعيا بالمقابل إلى جعل الملف أساسا للتعامل مستقبلا مع فرنسا، لا سيما أن المستعمر قام بأفعال لا تسقط بالتقادم· كما عرج عبد الحميد مهري، على واقع الدبلوماسية الجزائرية، التي قيمها من خلال كلامه بأنها ”سلبية”، خاصة لما دعا إلى تحديد مواقف واضحة من مختلف القضايا الدولية والعربية الراهنة، حتى تتمكن الجزائر من لعب دور أساسي وجوهري في المنطقة العربية والمتوسطية· وفي تقييمه للموقف الجزائري من القضية الفلسطينية، طالب بتحديد الموقف الجزائري منها، مع عدم السكوت عن انحرافات ”الإخوة الفلسطينيين”، على حد تعبيره، على أن تكون للجزائر سياسة جريئة لتحقيق الوحدة المغاربية· في سياق آخر، شدد مهري على ضرورة وضع سياسة اقتصادية بعيدة المدى للتخلص من التبعية للبترول باعتباره ثورة زائلة أو آيلة للزوال· كما دعا كذلك إلى إعداد نقاش وطني حول التعليم، وربطه بالنظام الاقتصادي السائر وسوق العمل