تعرض عنصران من قوات مكافحة الشغب لجروح خطيرة وعدد من سكان حي بوفريزي ببلدية وادي قريش في المواجهات العنيفة التي شهدها الحي أمس على خلفية عملية الترحيل التي نظمتها ولاية الجزائر والتي لم تستفد منها عائلات البنايات الفوضوية للحي· وقطع شبان الحي وعائلاتهم مفترق الطرق بتريولي المؤدي إلى مختلف الأحياء كباب الوادي وشوفالي باستعمال العجلات المطاطية التي أحرقت عن آخرها· وتصاعد الدخان إلى سماء بلدية وادي قريش وباب الوادي وشكل سحابة رمادية منعت المارة وسكان الأحياء المجاورة من الرؤية والتنفس، وبدأت الاحتجاجات مباشرة بعد ترحيل سكان حي لكريار جوبار وحي مناخ فرنسا· ولم تتدخل قوات مكافحة الشغب في البداية رغم منع المحتجين السيارات القادمة من الأحياء المجاورة المرور عبر مفترق الطرق وهو الطريق الرئيسي لهم· واكتفت قوات مكافحة الشغب وعناصر الأمن التابعة للحاجز الأمني بحي تريولي بالاصطفاف في الجهة المقابلة للحي، في حين تجمع الشباب وعائلاتهم، نساء وأطفالا، في الجهة العليا من الطريق المؤدي إلى حي شوفالي لكن سرعان ما تغير الوضع بعد أن طال قطع الطريق أمام المارة وأطلقت قوات الأمن الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، ورد السكان بإلقاء الحجارة مما أسفر عن سقوط جرحى في الجانبين· وشوهد النساء وهن متذمرات لإقصائهن من قائمة المستفيدين، وقالت سامية، أم لثلاثة أطفال، إنها تقطن بالبناء الفوضوي بحي بوفريزي المطل على حي تريولي رفقة عائلتها، وقد منحت البلدية زوجها وصل استلام يتضمن قرار ترحيلهم، لكن ”القرار لم يطبق رغم أن استلامنا الوصل منذ مدة”· التذمر نفسه عبرت عنه النسوة اللاتي كنّ مع أولادهنّ في الطريق، وقالت ذهبية (50 سنة) ”هؤلاء أولادنا مستعدون لقتل أنفسهم على أن يناموا في غرفة واحدة مع والدتهم ووالدهم”، وأضافت بصوت مرتفع ”لا نخشى الشرطة نحن نطالب بحقوقنا أين حقنا في السكن”· حي بوفريزي التابع لبلدية وادي قريش يعتبر من الأحياء التي قلما استفادت من عمليات الترحيل لأسباب تبقى مجهولة حسب السكان، وهو الحي الواقع بقمة الجبل بالقرب من أعالي بلدية بوزريعة وهناك بنايات قديمة وضيقة شيدت في العهد الاستعماري لايزال السكان يقطنونها ولم يستفيدوا من أي برنامج سكني مقارنة بأحياء أخرى تابعة للبلدية نفسها، حسب مراد (30 سنة) الذي يقطن الحي· مراد يؤكد أن له أخا يبلغ من العمر 50 سنة غير متزوج بسبب أزمة السكن وهو يخشى أن يكون مصيره كمصير أخيه، يقول مراد ”إن أصحاب السكنات الفوضوية يستفيدون في كل عملية ترحيل حتى أن الحكومة قررت ترحيلهم ضمن برنامج القضاء على السكنات الفوضوية· لكن ما مصير العائلات التي تقطن سكنات من غرفة وغرفتين وأودعت ملف الاستفادة من سكن منذ بداية التسعينيات”·
رتيبة· ب
منتخبو وادي قريش يتضامنون مع المحتجين
عبر منتخبون ينتمون للمجلس الشعبي البلدي لبلدية واد قريش عن تضامنهم التام مع سكان حي بوفريزي المنتفضين ضد عدم استفادتهم من سكنات اجتماعية ضمن عملية إعادة الترحيل التي أطلقتها ولاية الجزائر، أول أمس، وفتح المنتخبون النار على رئيس بلدية وادي قريش وحملوه المسؤولية· وقال المنتخب عن حزب العمال بعزيز مصطفى ”إننا مع الاحتجاج السلمي الذي ينظمه سكان حي بوفريزي”· وأعاب المنتخبون عدم إشراكهم في البلدية الممثلين فيها لسكان الحي في برنامج عملية الترحيل· وقال عبد الحميد بلال منتخب حزب التجمع الوطني الديمقراطي ”إن رئيس البلدية يتعمد إشراك قلة قليلة من المنتخبين، الأمر الذي يجعل بعض الأحياء رهينة ويستفيد أشخاص لا علاقة لهم بالحي من سكنات في حين توجد عائلات تقطن في سكنات اجتماعية ضيقة منذ العهد الاستعماري لم تشملها عملية الترحيل”·