تحولت الجمعية العامة التمهيدية لانتخاب المكتب الانتقالي المكلف بتحضير الجمعية العامة الانتخابية لأعضاء المجلس الولائي للجبهة الوطنية الجزائرية بعنابة، مساء أول أمس، إلى مناسبة لنشر الغسيل بين الجناحين المتخاصمين أمام أعين رئيس الحزب موسى تواتي. وقد اشتكى الغاضبون مما أسموه ''الإقصاء المبرمج للمناضلين الحقيقيين من طرف المكلف بتسيير شؤون المكتب الولائي بن حمزة موسى وجماعته بشكل أثر سلبا على نتائج الحزب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة''. ووصف البعض ''مجريات العملية الانتخابية التمهيدية التي احتضنتها قاعة سينما الباكس بالمهزلة على خلفية عدم انشاء لجنة إثبات العضوية والاستنجاد بمناضلين موسميين وآخرين من أحزاب أخرى مهددين بالخروج عن الصف وتنصيب مكتب تصحيحي محلي في حال تمادت القيادة في تزكيتها للجناح الحالي المشرف على تسيير شؤون الحزب''. غير أن هذه الاتهامات لم تصمد كثيرا أمام إصرار رئيس الحزب موسى تواتي على مواصلة أشغال الجمعية العامة التمهيدية التي أفرزت انتخاب ثلاثة أعضاء بالأغلبية الساحقة وهم حراف عبد المجيد، حضري محمود، وقسمون حسن، الذين يضافون إلى قائمة أعضاء المجلس الوطني الأربعة بن حمزة موسى، مهني مصطفى، شابي رضا وكحول كمال لتشكيل المكتب الانتقالي المكلف بتحضير الجمعية العامة الانتخابية لاختيار 13 عضوا يقودون قاطرة المجلس الولائي قبل أجل 13 ديسمبر القادم. وسيختار المجلس الولائي بدوره أعضاء المكتب المشكل من 11 عضوا عن طريق الاقتراع السري. ورد بن حمزة الذي اضطلع بتسيير شؤون الحزب منذ شهر جويلية 2008 على ادعاءات الجناح الغاضب بالقول إن ''أبواب الحزب مفتوحة أمام جميع المناضلين وتهمة الإقصاء عارية من الصحة على خلفية أن هؤلاء المشوشين يأتمرون بأوامر منتخبين بالمجلس الشعبي الولائي لم يقفوا إلى جانب مرشح الحزب ومنحوا توقيعاتهم إلى مترشح منافس''. وأضاف المتحدث أن ''الذين يطعنون في مجريات الجمعية التمهيدية قد منحوها الشرعية بتقدمهم إلى الترشح قبل أن يصفهم المناضلون أمام مرأى رئيس الحزب''. يذكر أن صراع الخصوم لم يخمد بانتهاء أشغال الجمعية التمهيدية، بل خرج إلى العلن خلال ترجل موسى تواتي بساحة الثورة في قلب المدينة، حيث التحق به ممثلون عن الجناحين، واستقطب التلاسن عشرات الفضوليين قبل أن ينتهي به المطاف إلى الجلوس، والإصغاء إلى الطرفين مشددا على أن ساحة النضال تتسع للجميع المدعو إلى التحضير لاستعراض عضلاته قبل انعقاد الجمعية العامة الانتخابية المزمع إجراؤها قبل نهاية السنة الجارية.