طالب الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي، أمس، رئيس الجمهورية بإقالة وزيرة الثقافة خليدة تومي من الحكومة، وقال في معرض رده على سؤال ”البلاد ” بخصوص تصريحات الوزيرة بشأن منع الإسلاميين في الجزائر من الوصول إلى السلطة ”إن تومي أهانت الدولة الجزائرية بتصريحها حينما تعهدت بأنها ستناضل لمنع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة”، مضيفا أن ذلك التصريح جاء تحت قبة البرلمان وهي تؤدي وظيفتها كممثلة للدولة الجزائرية فيه· وقال ربيعي، على هامش ندوة شباب الحركة المنظمة بسيدي فرج أمس، إن خليدة تومي تعبر عن عقلية بائدة عششت في عقول الديمقراطيين زمن التسعينيات، مؤكدا أن الإسلاميين أثبتوا أنهم ديمقراطيون من خلال ممارسة الديمقراطية داخل أحزابهم ويتطلعون الآن إلى تكريسها داخل مؤسسات الدولة وأنهم لن يقصوا أحدا إذا ما وصلوا إلى السلطة لأنهم يؤمنون بأن الجزائر تسع الجميع وفي حاجة إلى جميع أبنائها، عكس التيار الديمقراطي الذي يتبجح حسبه بالديمقراطية لكنه يفكر بمنطق الإقصاء ويمارسه· وأكد ربيعي أن الإسلاميين لم يعودوا ذلك البعبع المخيف ويحق لهم الوصول إلى مراكز القرار· بالمقابل خاطب زعيم النهضة أمينة حزب العمال لويزة حنون بقوله ”لست أنت من تقصين أو تحددين من يحكم الشعب وإنما الشعب هو الذي يختار من يحكمه ويقصي من لا يراه أهلا لحكمه”· وفي سياق آخر رد المتحدث على تصريحات الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، الذي رشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، قائلا: ”إن الأفلان يريد بهذه الخطوة التغطية على تسببه في الفشل الذريع الذي عرفته إصلاحات الرئيس وعدم قدرته على عكس طموحات الشعب وتحقيق تطلعاته حول هذه الأخيرة”· وطالب ربيعي برحيل من اعتبرهم متسببين في إفشال الإصلاحات، وقال إنهم سيتحملون مسؤولية العزوف الانتخابي الذي ستشهده الاستحقاقات القادمة، وسيكون هذا العزوف بمثابة عقاب من الشعب لهذه الأطراف جزاء إفشالها حلم الجزائر في الحرية والديمقراطية، مؤكد أن النهضة قدمت 120 تعديلا حول قوانين الإصلاحات ولم يقبل منها أي اقتراح وهو حسبه أمر لا يحدث إلا في الجزائر· من جهة أخرى، أكد ربيعي أن النهضة لم تفصل بعد في مشاركتها في التشريعيات، مضيفا أن قرار المشاركة من عدمه الذي ستتخذه مؤسسات الحركة مرهون بمدى الضمانات التي ستلمسها النهضة حول شفافية ونزاهة العملية الانتخابية والأجواء التي ستوفرها الجهات المعنية لهذا الموعد والتي قال إنها قد تحمل الحركة على مقاطعة الانتخابات إذا بقيت الأجواء المهيمنة نفسها حاليا على الساحة السياسية·