إنزال وزاري عراقي منتظر بالجزائر يتحدث سعادة سفير دولة العراق في الجزائر في هذا الحوار عن وضعية السجناء الجزائريين في لعراق البالغ عددهم 13 شخصا، ويؤكد أن القضاء العراقي قد وفر لهم كل الضمانات القانونية وحسن المعاملة في مراكز اعتقالهم· كما كشف السفير عن زيارات مرتقبة لوزراء عراقيين للجزائر، ونظرة العراق إلى الأزمة السورية والقمة العربية المزمع عقدها في بغداد مارس .2012 حاروه: عبد السلام·س البلاد: هل يمكن أن تطلعنا على وضعية السجناء الجزائريين بالعراق؟ آخر عدد بلغني عن عدد الجزائريين في السجون العراقية هو 13 شخصا، ووقد يكون .5 كل الضمانات وفرت لهم، فأحكام الإدانة الصادرة ضدهم صدرت من قضاة لا علاقة لهم بالجهة التنفيذية أو التشريعية· هناك استقلالية تامة لهيئة القضاة التي تصدر إحكامها بناء على ما تنص عليه القوانين· وجهتم دعوة إلى وسائل إعلام جزائرية ومنظمات حقوقية بها الخصوص، لماذا؟ الدعوة التي وجهتها سفارة العراق بالجزائر لا تزال مفتوحة لمن يرغب في الزيارة· لقد تكلمت مع وزير العدل العراقي في هذا الشأن ورحب بالفكرة· أود توضيح أن زيارة العراق يجب أن تكون في الإطار الصحيح والمعقول، حيث يتم توجيه طلب ليحدد موعد الزيارة· العراق مفتوح لمن يرغب في الزيارة، وهذا ما دأب عليه منذ مدة، فالهلال الأحمر والصليب الدولي ومنظمة العفو الدولية قد زارت العراق أكثر من مرة، للاطلاع على أوضاع السجناء، وأؤكد أنهم غير محجوزين ويمكن لهم أن يتصلوا بعائلاتهم مرة كل شهر عن طريق الصليب الأحمر الدولي· كيف تقيّمون واقع العلاقات الجزائرية العراقية في وقت لم تسجل فيه زيارات بين مسؤولي البلدين؟ كان هناك تشويش على العراق من قبل الإعلام العربي والأجنبي الذي تعمد وضع العراق كمثال مرادف لعمليات التقتيل، وتحول القتل إلى سمة بارزة لبلدنا ليس على مستوى الأفراد بل الدول، كما أن فكرة الاحتلال قد شوهت صورة العراق كذلك· الآن الأرض العراقية تحررت بعد انسحاب الأمريكان، وهذا دليل على أن القرار العراقي مستقل وقد يكون أحسن من دول أخرى لا تجرؤ على أن تقول لا لأمريكا· وبالعودة إلى العلاقات العراقية الجزائرية، أؤكد أن الإرادة السياسية موجودة، وخروج الأمريكان يعطي دفعا أكثر للعلاقات الثنائية مع أشقائنا في الجزائر· العلاقات مع الجزائر مهما واجهتها من صعوبات في بعض الأوقات تبقى متينة والدليل مسح الجزائر لديون العراق· وبخصوص الزيارات أعتقد أن هناك قصورا في هذا الجانب، لكن هناك زيارات مبرمجة من مسؤولين عراقيين، إذ سيزور وزير المالية وبعده وزير التعليم العالي الجزائر، كما أن زيارة وزير الخارجية ممكنة، فقد حدثته عن المسألة ووعدني بذلك، وهناك زيارات أخرى لمسؤولين آخرين· سعادة السفير، هل زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي واردة؟ قلت إن كل شيء ممكن، لكن زيارة رئيس الوزراء مرتبطة بظروف العراق الذي يواجه تحديات خاصة تفرض عليه عدم التنقل إلى الخارج· تحدثتم قبل قليل عن انسحاب القوات الأمريكية، والآن هل يمكن أن يحمي العراق نفسه في ظل الاتهامات الموجهة إلى الجيش العراقي بأنه طائفي؟ في العراق لا نتكلم عن الطائفية، كما أنه لا طائفية في الجيش العراقي، وهذا أمر أسمع به لأول مرة· الحديث عن الطائفية في العراق يتم لأغراض خاصة، فهناك من يروج لفكرة الطائفية لأغراض خاصة· أعيد وأؤكد أن العراق والشعب العراقي لا يعرف الطائفية، وأن وجدت فهي محدودة· أما عن مهمة حفظ الأمن وحماية التراب العراقي بعد انسحاب القوات الأمريكية، فتتولى هذه المهمة وزارتا الدفاع والداخلية، وهذه الأخيرة وبالأجهزة التي تتوفر عليها مهمتها القضاء على الإرهاب وهي قادرة على ذلك، والعمليات التي تقوم بها جعلت نشاط العناصر الإرهابية يتم بشكل محدود عبوة هنا وتفجير هناك، وهذه العمليات التي ذكرت تعمل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية على القضاء عليها بالإمكانيات المتاحة لديها، وخاصة بالعمليات الاستباقية لإجهاض العمليات الإرهابية قبل تنفيذها· أما وزارة الدفاع فمهمتها حماية العراق من أي خطر أجنبي رغم احتياجها إلى إمكانيات أكثر· ولضمان حماية أكثر نعتمد على سياسية مد الجوار مع الدول الأخرى وهذا يعطي العراق حصانة أكثر الأمر الذي تعتمده دولة سويسرا· رفضت العراق العقوبات التي أقرتها الجامعة العربية على سوريا، لماذا هذا التوجه منكم؟ المقاطعة الاقتصادية التي أقرتها الجامعة العربية كنوع من الضغط على سوريا، عرفناها نحن العراقيين سنة ,1991 ورغم المقاطعة الاقتصادية في ذلك الوقت إلا أن النظام بقي يتمتع بكل الإمكانيات، والشعب العراقي وحده من كان يقاسي ويعاني، وبالتالي فالمقاطعة الاقتصادية وآثارها لن تنفذ إلا على الشعوب دون الحكام، هذا ما عرفناه من خلال تجربتنا في هذا النمط من العقوبات· العراق لا يؤيد المقاطعة الاقتصادية لأنها تضر بالشعب السوري الذي تربطنا به علاقات قوية· كان هناك تقارب في وجهات النظر الجزائرية العراقية حيال الأزمة السورية، لماذا هذا الأمر برأيك؟ شرحت لك الأسباب التي بنى عليها العراق موقفه، حقيقة هناك تشابه بين الموقفين العراقي والجزائري، رغم أن موقفنا كان أبعد، لأن العراق دولة جارة لسوريا، والعادة أن الدولة الجارة تخشى من تداعيات ما يحدث عند جيرانها، وهذا الفرق بين موقفي العراق والجزائر· تستعدون لعقد القمة العربية شهر مارس المقبل، ألا يمكن أن تؤجل مرة أخرى؟ أؤكد أن القمة العربية ستعقد مثلما هو محدد لها شهر مارس ,2012 و لابديل للقمة إلا العراق ولا مجال لتأجيلها· بين ”الجزيرة” و”العربية” سباق محموم، كيف ترون هذا التسابق، سعادة السفير؟ التوجه العام بين ”العربية” و”لجزيرة” وجهان لعملة واحدة، الجميع تكلم بنفس الرؤية، لكن نظرتهما ليس نظرة واحدة قد تمجدان وتهللان لتحرك شعبي وتغفلان تحرك شعبي آخر· أعتقد أن التنافس بين ”الجزيرة” و”العربية” هو من يحصد أكثر فأكثر من المشاهدين اعتمادا على الإثارة، أكثر من تغليبهما المصلحة العربية ومصلحة الشعوب العربية·