تتحدث الشاعرة اللبنانية نسرين ياسين بلوط في هذا الحوار، عن تعلقها بالجزائر التي تزورها هذه الأيام، وتعتبرها مصدر إلهامها·· وعن تجاربها الشخصية التي كانت أهم محطات تستقي منها تجارب للآخرين·· صدر لك مؤخرا ديوان شعري بعنوان ”رؤيا في بحر الشوق”·· كيف تتحدثين لنا عن هذه التجربة؟ هذا الديوان الذي هو بين يديك، يعد ثاني تجربة شعرية لي بعد ”أرجوان الشاطئ”، وهو يلخص زيارتي إلى الجزائر الحبيبة التي أعتبرها بلدي الثاني بعد لبنان، حيث اختصرت فيه عددا هاما من التجارب الشخصية والإنسانية والوطنية التي مررت بها·· وأنا أعتبره علامة مميزة في مسيرتي الشعرية·· أرى هذا الديوان كنوع من الإلهام الذي يترجم شوقي إلى بلدي الأم، ويختزل كما من المشاعر التي أحملها للجزائر ولبنان معا· طيب، يقال إن المرأة حينما تكتب، تتخذ عادة من مجتمعها وعلاقتها به مرجعية لها·· ما رأيك؟ هذا صحيح·· أنا أكتب من وحي ما تمليه علي علاقتي بمجتمعي الذي أصبت فيه بالكثير من خيبات الأمل والانتصارات التي أحاول أن أتحدى بها نفسي قبل الآخرين لأولد بعدها قوية·· ومع هذا أعتقد أن علاقتي بمجتمعي كانت ضعيفة نوعا ما بالنظر إلى كثرة أغلاط هذا المجتمع وسلبياته وقيامه على الجنس الذكوري· ومع هذا·· كيف تنظرين إلى صورة المرأة العربية في المجتمع؟ المرأة العربية للأسف مازالت في نظر المجتمع أقل قيمة من الرجل، في حين هي قادرة على أن تكون أديبة وشاعرة ورئيسة جمهورية وفاعلة في جميع المجالات·· المرأة مخلوق قوي بتفكيره ومكمل للرجل، بل هي قادرة على أن تحمي نفسها مادامت تملك إرادة قوية· لماذا يركز أدب المرأة العربية على علاقتها بالرجل دوما؟ دعيني أحدثك عن تجربتي الشخصية·· أنا أركز في كتاباتي على علاقتي بالرجل لأنني فقدت والدي وأنا في سن مبكرة·· وجعلتني وفاة والدي أقع في اختيارات كانت أغلبها خاطئة·· ومع هذا ليس كل الأدب النسوي موجها للرجل، فقد أكتب قصائد أهديتها لوطني الذي قد أعبر له عن شعوري بالحب والوفاء كتعبيري للرجل لأن عاطفة المرأة تجاه الوطن تشبه تلك التي تحملها للرجل· هل تحملين في الأفق أعمالا أدبية أخرى بعد صدور ديوانك؟ نعم·· أنا أشتغل الآن على ديواني الشعري الثالث الذي أسميته ”للغربة وجوه كثيرة”·· ويتحدث هذا العمل عن قصة واقعية بطلتها شابة لبنانية تضطر إلى الهجرة لتجد نفسها أمام الكثير من القرارات والاختيارات الخاطئة وغير المناسبة·· وأعتبر هذا الديوان رسالة إلى كل امرأة قد يواجهها ما واجهته بطلة ديواني ”مهجة”·