منشطوه اجتمعوا، أمس، برئاسة جمعية العلماء التقى أمس ممثلو مبادرة التحالف الانتخابي الإسلامي، بقيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الدكتور عبد الرزاق قسوم· فيما يرتقب أن يلتقي اليوم أصحاب المبادرة بالمكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم بقيادة رئيس حمس أبو جرة سلطاني· فيما ينتظر بعد ذلك اللقاء مع إطارات حزب الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر المحلة· وحسب ما أكدته مصادر فاعلة في الفريق المنسق لمبادرة التحالف الانتخابي الإسلامي، فإن سلسلة اللقاءات تأتي بغرض توسيع دائرة النقاش حول المبادرة والخروج بها من حدود النوايا والأماني إلى ميدان الواقع الانتخابي دون الاحتباس في لحظة النزوة الانتخابية، حسبما أكدته ل”البلاد” مصادر فاعلة في مبادرة التحالف الانتخابي الإسلامي، حيث كشفت المصادر ذاتها أن المبادرة بدأت تأخذ طريقها لاهتمام شرائح واسعة من التيار الإسلامي والوطني المحافظ، خاصة من ضمن هؤلاء وهم كثر حسب بعض التقديرات الذين أخطأتهم آلة القيود التنظيمية، خاصة بعدما فقدت الأحزاب وهجها اجتماعيا من ناحية وانغلقت على نفسها من ناحية أخرى، لأسباب تعود من حيث الجملة إلى المناخ العام للممارسة السياسية في الجزائر· وأضافت المصادر نفسها أن اللقاءات الكثيرة التي عقدوها مع الكثير من الفعاليات الإسلامية سمحت لهؤلاء الفاعلين في المبادرة بتلمس أن لدى الملتفين حول المبادرة والذين أبدوا استعدادهم للانخراط فيها، شروطا ضمنية، أهمها عدم الاحتباس في الهم الانتخابي، باعتبارهم يرون أنه الفرع الذي لا ينبغي أن يصرف الأنظار والاهتمامات والجهد عن أصل توحيد التيار الإسلامي بعيدا عن ضيق أفق الحتميات، وعلى رأسها الذوبان في الآخر وكذا المواقف العاطفية التي ارتطمت عليها كل المساعي في تسعينيات القرن الماضي عشية الانفتاح السياسي في الجزائر بقيادة الشيوخ المؤسسين للتيار الإسلامي السياسي بمباركة الشيخ العلامة المجاهد أحمد سحنون الذي توفي في قلبه الشيء الكثير عن التيار الإسلامي، خاصة الفصيل الذي تورط في مظلمة إراقة الدماء بعدما نسفت قيادة هذا الفصيل رابطة الدعوة الإسلامية بمنطق حتمية تبعية ”النملة للفيل”، في إشارة إلى ضرورة اتباع الأحزاب الإسلامية الأخرى حماس والنهضة للجبهة المحلة· فيما راح آخرون في ردود أفعالهم يتفننون في وصف شهادة وفاة الرابطة بوصفها بأنها ”مربوطة”· كما فشلت بعد ذلك كل المساعي الأخرى سواء لقاء وهران أو مساعي التحالف بين حركتي حماس والنهضة الإسلامية آنذاك حتى أضحت الكتلة ”التاريخية الإسلامية” في الجزائر تنعت بالمستنسخة ”لتجارب إنتاج الفشل”، قبل أن يرضخ الجميع في ظل ذلك لمنطق ”الظروف أقوى من الرجال”· وبغض النظر عن انخراط الأحزاب السياسية الإسلامية في المبادرة الانتخابية من عدمه، إلا أن الاحتمال الأخير أقرب إلى الواقع مهما أبدت هذه الأحزاب من تجاوب، طالما أن هذا الأخير دون مرحلة إنشاء ”الالتزامات على عاتقها” اتجاه الآخر وبقاء اللقاءات التي يعقدها أصحاب المبادرة مع حمس والنهضة أو الإصلاح أو حتى التغيير والجبهة بعد الاعتماد، محكومة بمنطق الانفتاح على كل المبادرات· ويرى مراقبون أن الجزم ببلوغ المبادرة أهدافها الانتخابية ضرب من المجازفة في التحليل، ومع ذلك لن تكون دون أثر على الواقع الإسلامي والمحافظ في الجزائر، ولعل تحرك أنصار بن بلة الذين اعترضوا على رفض تكيف الحزب بدستور 96 باتجاه المبادرة يأتي ليؤكد بداية بروز إرهاصات مشهد سياسي جديد في الجزائر ينتظر لحظة التجسيد·