لا حديث لدى الجزائريين هذه الأيام سوى عن مقابلة العمر التي ستجمع منتخبنا الوطني مساء اليوم بنظيره المصري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في إطار تصفيات كاس العالم 2010، حيث أدى فضول الجمهور الجزائري المتعطش للانتصارات إلى مساندتهم للخضر ولو بأضعف الإيمان سواء بالدعاء لرفقاء زياني بالفوز أو بتزيين العمارات وشرفات المنازل بالأعلام الوطنية، حيث ترفرف الأعلام الوطنية في كل بيت جزائري. فيما تنبعث من بيوت أخرى الأغاني الوطنية والرياضية التي أعادت للشعب الجزائري ذكريات أيام زمان أيام أمجاد الكرة الجزائرية لما كانت اللعبة الأكثر شعبية في البلاد هرما من أهرامات الكرة الإفريقية. لكن مقابلة اليوم حسبما أجمع عليه خبراء الكرة الجزائرية هي سلاح ذو حدين، ليس بسبب الحساسية المفرطة الموجود بين ''الافناك والفراعنة'' ولكن بسبب أهمية المقابلة التي جاءت في وقت جد حساس بالنسبة لمستقبل الكرة الجزائرية التي تمر بمرحلة انتقالية صعبة وأي تعثر في لقاء اليوم قد يعيد جميع حسابات كرتنا إلى نقطة الصفر، خاصة وأن الجمهور الجزائري العريض يعلق آمالا عريضة على الإطاحة بالمصريين سهرة اليوم، من أجل طرد النحس الذي لازال يلاحق المنتخب الوطني في سعيه للتأهل إلى كأس العالم منذ آخر مشاركة له عام 1986، كما أن الانتصار اليوم سيكون بمثابة بوابة هامة نحو السير بخطى ناجحة نحو مونديال جنوب إفريقيا 2010، لأن الفوز سيرفع رصيد أشبال سعدان إلى أربع نقاط فيما سيتجمد رصيد الفراعنة عند نقطة واحدة، وهذا سيكون بمثابة ضربة مؤلمة لحظوظ المصريين، على اعتبارهم المرشح رقم واحد لاختطاف تأشيرة التأهل الوحيدة إلى أول مونديال يقام في القارة السمراء . جيل زياني يستحق المشاركة في كأس العالم من جانب آخر، يرى بعض الفنيين الجزائريين بأن الجيل الذهبي الحالي للكرة الجزائري بقيادة اللاعبين المغتربين المحترفين في أشهر الأندية الأوروبية، يستحق المشاركة في كأس العالم، لأنه جيل موهوب ويحتاج فقط إلى الحضور في المواعيد الدولية الكبرى من أجل الاحتكاك بالمستوى العالمي، وفي حالة نجاح رفقاء زياني في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، فإن ذلك سيكون بمثابة فاتحة خير وبشرى سارة بالنسبة لمستقبل الكرة الجزائرية والتي سيكون أمامها مستقبل كبير على كل المستويات، فهل سيرفع الأفناك التحدي ويحققون الفوز اليوم أمام مصر وبالتالي قطع خطوة عملاقة نحو التأهل إلى اكبر عرس كروي في العالم، ومن ثم إعادة البسمة الضائعة للجمهور الجزائري الذي تابع دورات 10 و94 و98 و2002 و2006 عبر شاشات التلفزيون؟.