كشفت السلطات الأمريكية أنها على وشك الإفراج على صابر لحمر، آخر المعتقلين الجزائريين في معتقل فوانتانامو بعدما برأته المحكمة الفديرالية في نوفمبر 2008غير أن الجزائري الذي اعتقل من قبل مصالح الأمن الأمريكية في البوسنة سنة 2001حيث كان يقيم بعد اتهامه بمحاولة تفجير السفارة الأمريكية بالبوسنة رفقة أربعة جزائريين آخرين، يكون حسب مصادر أمريكية مسؤولة رفضت الكشف عن هويتها، قد رُفضت عودته إلى البوسنة لأسباب لم توردها وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت الخبر أمس عن المسؤول الأمريكي. وحسب روبرت كيرش، محامي صابر لحمر، فإن الخوف من رد فعل السلطات البوسنية يكون وراء رفض الجزائري صابر العودة حاليا إلى البوسنة، رغم أنه كان مقيما بها بطريقة شرعية إثر زواجه من بوسنية كما أوضح المحامي أن موكله صابر البالغ من العمر 39سنة كان قد قدم طلبا رسميا للسلطات البوسنية للموافقة على استقباله إثر تبرئة ساحته. وقال كيرش إن صابر كان على وشك السفر إلى البوسنة، حيث توجد عائلته، غير أن سراييفو كانت قد أجابته بأن الأوضاع آنذاك غير مواتية لاستقباله وهو نفس الموقف الذي اتخذته مع ثلاثة معتقلين آخرين، بخلاف آيت إيدير الذي عاد إلى هذا البلد. كما عرج المحامي كيرش للحديث عن حالة صابر، مؤكدا أنه يعاني من معنويات منحطة بسبب الأشهر العديدة التي قضاها صابر في الزنزانة الانفرادية وكونه آخر الجزائريين الذين لازالوا بالمعتقل، رغم الإفراج عن زملائه في نفس القضية. وفي انتظار الموقف النهائي للسلطات الفرنسية بشأن مطلب استقبال الجزائري صابر لحمر كما استقبلت منذ أيام زميله في القضية الجزائري لخضر بومدين، كشفت نفس المصادر أن السلطات الأمريكية شرعت منذ أمس في مفاوضات جد متقدمة مع مسؤولي جزيرة ''بالو'' الواقعة حوالي 800كلم غرب الفلبين لاستقبال معتقلين آخرين، لا يعلم إن كان صابر لحمر ضمنهم. ويأتي الاتجاه الجديد للسلطات الأمنية باتجاه الجزيرة الواقعة تحت سلطة الأممالمتحدة منذ سنة 94بعدما رفضت كندا استقبال المعتقلين وترددت ألمانيا واستراليا. وفيما سينتهي ملف الجزائريين المعتقلين في فوانتانامو منذ 2002 بالإفراج عن صابر لحمر إثر قرار باراك اوباما الرئيس الأمريكي الجديد الغلق النهائي للمعتقل قبل جانفي 2010كآخر أجل، فإن أمام الجزائريين الذين كانوا من بين ضحايا السياسة الجنونية التي انتهجها بوش في إطار ما اسماه بمكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر، خوض رحلة ''مضمار المحارب'' في ساحة معركة التعويض عن الأضرار وإعادة الاعتبار بعدما انتهت رحلة معاناة السجن.