الكثير من عشاق المنتخب الوطني يجهلون ما هو السر الذي كان وراء النتائج الجد الإيجابية التي حققها الخضر في التصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010حيث يربط أغلبية أنصار الفريق الوطني ذلك باللاعبين المحترفين أو بحنكة المدرب سعدان. صحيح أن الأداء المميز للاعبينا المحترفين وكذلك خبرة سعدان ولمسته الساحرة كانت لها الدور الفعال في هذه النتائج الباهرة، لكن في الواقع أن الوجه المشرف الذي أظهره الافناك في سنة 2009، يرجع بالدرجة الأولى الى سياسة التربصات التي انتهجها الناخب الوطني منذ مدة، والتي أعطت ثمارها في وقت قصير، حيث كان للتربصين اللذين أجراهما أشبال سعدان بجنوب فرنسا قبل لقاء مصر ثم بجوهنسبورغ قبل لقاء زامبيا، هما سر تألق التشكيلة الوطنية وتحقيقها انتصارين غاليين عززا من حظوظ الجزائر في العودة إلى كأس العالم بعد 24سنة من الغياب والحسرة والترقب. لقد أدرك الشيخ سعدان أهمية العودة إلى كمثل هذه التربصات منذ تعيينه خلفا للفرنسي كافالي، لأن مثل هذه التربصات القصيرة مفيدة جدا من الناحية البسيكولوجية للاعبين حيث تسمح لهم برفع درجة تركيزهم وكذلك خلق التنسيق والانسجام بين اللاعبين، إضافة إلى وضع آخر اللمسات الفينة والتكتيكية على المجموعة التي ستخوض اللقاء.. كل هذه الأمور الإيجابية افتقدتها معسكرات المنتخب الوطني منذ عدة سنوات بسبب الفوضى التي كانت تميز تسيير الكرة الجزائرية، إضافة إلى عدم الاستقرار على مستوى الأطقم الفنية للفريق الوطني. من جانب آخر فإن مثل هذه التربصات التي ركز عليها سعدان تناسب التشكيلة الحالية لمحاربي الصحراء لكون أغلبية اللاعبين محترفين وقلما يلتقون في معسكر تحضيري، إضافة إلى لندرة اللقاءات الدولية الودية.. لذلك فإن سياسة المعسكرات أعطت ثمارها وجعلت الفريق الوطني أكثر تماسكا وصلابة في انتظار الوصول إلى التنسيق الكامل بين اللاعبين، وهذا طبعا يأتي مع الوقت وكثرة التربصات حسب ما أكد عليه رابح سعدان. على صعيد آخر فإن الإمكانيات المادية والبشرية التي وفرتها الفاف هذه المرة من خلال الاستجابة لكل المقترحات التي قدمها سعدان ساهمت هي الأخرى في عودة الكرة الجزائرية الى الواجهة من الباب الواسع، لأن إجراء في مراكز على أعلى مستوى من الاحترافية والإمكانيات يتطلب إمكانيات مادية ضخمة وهذا ما نجحت فيه هيئة روراوة التي لم تتوان في توفير أفضل سبل الراحة لرفقاء مجيد بوفرة إضافة إلى التحفيزات المالية المعتبرة التي حصل عليها أشبال سعدان عقب كل انتصار.