الأموال الخيالية التي تصرفها أندية القسم الوطني الأول لكرة القدم من أجل انتداب اللاعبين، تجعلنا نتساءل عن مصير سياسة التكوين التي تطبقها فرقنا، خاصة وأن التعداد الحالي للمنتخب الوطني لكرة القدم تفوق نسبته 95بالمائة من اللاعبين المغتربين، فما الجدوى إذن من الأموال التي تصرفها أنديتنا على أشباه لاعبين ''لا حول ولا قوة لهم''. كما أن المستوى الضعيف للبطولة الوطنية يؤكد أن بطولتنا تفتقر إلى لاعبين بإمكانهم الدفاع عن الألوان الوطنية، ونحمد الله أن مغتربينا حفظوا ماء الوجه وأعادوا للكرة الجزائرية الاعتبار ولو بأضعف الإيمان. سعدان يحمل رؤساء الأندية المسؤولية من وجهة نظر المدرب الوطني رابح سعدان، فإن السبب الرئيسي وراء افتقار بطولتنا للاعبين في المستوى هو سياسة الأندية التي تعتمد فقط على اللاعب الجاهز بأي ثمن، فأندية مثل مولودية الجزائر وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد ووفاق سطيف، تخلت نهائيا عن سياسة التكوين والاهتمام بالمواهب الشابة رغم إمكانياتها المادية المعتبرة، كما أن التكوين في الأندية الجزائرية -على حد قوله- يتم بطرق عشوائية وليست هناك استمرارية في العمل، حيث يتم الاستغناء عن أبناء الفريق بمجرد بلوغهم سن الأكابر. وأكد سعدان على ضرورة الرجوع إلى الماضي عندما كانت الأندية الجزائرية المحلية هي الخزان الأول للمنتخبات الوطنية، إضافة إلى المستوى الجيد للبطولة الوطنية وهو ما سمح للكرة الجزائرية من التأهل إلى كأس العالم مرتين متتاليتين. وأضاف قاهر الفراعنة ''سأواصل سياسة الاعتماد على اللاعبين المغتربين طالما أنه لا يوجد لاعبين محليين بإمكانهم الصمود بدنيا وبسيكولوجيا في أدغال إفريقيا. وأثنى في ذات السياق على المجهودات الكبيرة التي بذلها المحترفون والتي سمحت للمنتخب الوطني من الصمود في وجه أكبر المنتخبات في القارة السمراء''. نتائج الخضر أقلقت كثيرا بعض رؤساء الفرق النتائج الباهرة التي حققها المنتخب الوطني في التصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010، أقلقت كثيرا بعض رؤساء الأندية، بل كانت بمثابة ضربة موجعة لهم، خاصة وأنهم انتقدوا بشدة سياسة سعدان باعتماده على ورقة المغتربين بدلا من المحليين، والأغرب من ذلك أن بعض الرؤساء في صورة حناشي رئيس شبيبة القبائل وعبد الكريم مدوار رئيس اولمبي الشلف شنوا حملات مغرضة ضد سعدان واتهموه بالجهوية في اختيار اللاعبين، وتناسوا بأن لاعبين من أمثال مفتاح أو مسعود.. لا يمكنهم الصمود لأكثر من 45دقيقة في ملاعب من طراز ملعب زامبيا أو ملعب القاهرة الدولي.