هي حالة اجتماعية من نوع خاص تعيشها عائلة بوديسة زيدان المتكونة من 5 أفراد والقاطنة ببلدية الناصر بن شهرة التابعة إداريا إلى دائرة قصر الحيران حوالي 25 كلم عن عاصمة الولاية الأغواط، إثر إصابة الأب والأم المسكينة رفقة ابنيهما بداء السرطان الذي بدأ يشق طريقه إلى نهش أجسامهم الهزيلة وهم يتجرعون مرارة الفقر والحاجة الماسة لاقتناء ما يلزمهم من أدوية ومستلزمات بداخل بيت هش آيل إلى السقوط على رؤوسهم في أي لحظة. يقول الأب زيدان وهو يسرد حكاية أسرته الحزينة مع المرض، إنها مشيئة الله لقد علمت السنة الفارطة فقط أنني مصاب بهذا الداء الخطير رفقة الزوجة والابن الذي لا يتعدى 7 سنوات، وذلك بمجرد تعرض البنت المدللة مليكة التي قاربت من العمر 3 سنوات لأعراض مرضية مؤلمة اتضح من خلال التشخيصات الطبية التي أجريت لها بمستشفى احميدة بن عجيلة بعاصمة الولاية أنها مصابة بسرطان الدم. وكم كانت الفاجعة مؤلمة يضيف الوالد حينما تم إخضاعي رفقة الزوجة والابن لفحوصات مخبرية كشفت أننا مصابون بالداء دون البنت نور الهدى البالغة من العمر 11 سنة، وهو ما تأكد بالفعل حين زيارة أطباء مختصين بالجزائر العاصمة. زيدان الذي يعيش رفقة عائلته تحت سقف بيت هش يفتقر إلى أدنى المواصفات الوقائية والصحية، قال إن نائب رئيس البلدية لم يبخل علينا يومها ببعض مواد البناء والترميم حينما هوى علينا جزء من السكن الهش الذي نعيش فيه منذ سنوات طويلة، كما لم تتوان ساعتها مديرية النشاط الاجتماعي عن مدنا ببعض المساعدات العينية المتمثلة في أغطية وأفرشة ومواد غذائية بعد اطلاعها على التقرير الذي رفع من قبل جمعية حماية الأسرة التي كان لها الفضل الكبير في اكتشاف الحالة. وبنبرة حزن عميقة أكمل والد مليكة المسكينة أنه يعيش البطالة فيوما يشتغل لدى أحد المقاولين ويوما عاطل عن العمل، فقط لكي يتمكن بالرغم من المرض الذي سيطر عليه من توفير بعض الحاجيات الأساسية لأسرته وأقلها توفير مصاريف النقل باتجاه عاصمة الولاية لعلاج مليكة التي تخضع من حين لآخر لعملية التقوية بالدم الذي يجف منها ولا تشعر بنفسها إلا وهي هاوية على الأرض في غيبوبة من الألم، متطرقا إلى الحديث عن حالة ابنه الذي تمكن منه المرض وإقدامه يوميا على قطع مسافة 6 كلم ذهابا وإيابا للوصول إلى مدرسة الشهيد بورغدة. وعن حكايته المؤثرة مع الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشها في ظل حالة العوز والحرمان التي انطبعت على يوميات أسرته التي تبقى تتألم في صمت في انتظار بارقة أمل خلال هذا الشهر المبارك من قبل الجهات الوصية للتكفل بها ماديا وصحيا. ولعل من بين الأحلام الوردية التي تبقى تراود أفراد عائلة بوديسة هو تمكينهم من سكن محترم ومساعدة الوالد في الحصول على منحة من قبل الدولة أو منصب عمل ومدهم بالرعاية الصحية الكافية خاصة لمليكة قبل أن يتمكن المرض الخبيث من خطف براءتها.