أقدمت مصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها على تشديد الرقابة على فلاحي و مزارعي المناطق الشرقية لولاية بومرداس المشتهرين بإنتاج الكروم باعتبارهم من أهم منابع و مصادر تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة،حيث تلجأ هذه الأخيرة إلى انتهاج أسلوب التهديد و الابتزاز لإرغامهم على دفع ما يسمى "الزكاة" في هذا الشهر الفضيل . و حسب مصادر على صلة بالملف الأمني فان الجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بالمناطق الشرقية لولاية بومرداس على غرار بلديات دلس،سيدي داود،بغلية،بن شود،الناصرية،برج منايل،يسر... ،و هي المناطق المشهورة بجودة ووفرة محصول الكروم،حيث تحتل سنويا إحدى المراتب الأولى محليا في إنتاج هذا النوع من الفواكه،تترصد كل صيف مزارعي و فلاحي هذه المناطق لمعرفة المساحات الزراعية التي خصصت لإنتاج الكروم،كما أنها تكلف خلاياها النائية المنحدرة من قرى و مداشر هذه المناطق بتقفي أثار الفلاحين للحصول على معلومات حول مساحة القطع الأرضية و كذا عدد أحواض الكروم التي يملكها هؤلاء حتى تصل بذلك الى قيمة الأرباح التي سيجنيها الفلاح من بيعه محصوله. وتضيف المصادر ذاتها أن استهداف الفلاح تبدأ أولا بمطالبته بدفع ما نسبته 20 بالمائة من قيمة أرباحه محددة بذلك المدة الزمنية التي من المفروض أن يمنحهم المبلغ المالي المطلوب،و اذا ما عمد الفلاح الى التماطل و محاولة ربح الوقت، فإن هذه العناصر الإرهابية تنتقل إلى مرحلة التهديد بإتلاف محصوله الذي يدر عليه بالملايير سنويا. هذا و تلجأ الجماعات الإرهابية خلال شهر رمضان بمطالبة الأغنياء منهم بدفع الزكاة لحاجتها الماسة للمواد الغذائية و المؤونة،و اذا ما رفضت هذه العائلات الأمر فانها تهددهم باختطاف أبناءهم و بالتالي المطالبة بفدية أكبر و أكبر... و قد انتهج أمراء السرايا و الكتائب المنتشرة عبر تراب ولاية بومرداس على غرار كتيبة الأنصار،الأرقم و كتيبة الفتح...،الى انتهاج أسلوب تهديد الفلاحين بأرباح محاصيلهم بعد أن جفت منابع و مصادر تمويلها،اثر تمكن عناصر الأمن من تفكيك أغلب خلاياها النائمة ،ضف الى ذلك الحصار و الرقابة الشديدة المفروضة على معاقلها من خلال عمليات التمشيط الواسعة النطاق التي تشنها قوات الجيش الشعبي الوطني يوميا و التي كثيرا ما تتكلل بالنجاح بعد أن تمكنت من تدمير العديد من كازماتها و استرجاع على اثرها كل محتوياتها من مؤونة و أدوية و ألبسة.