اهتزت الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني، من جديد على وقع معركة تدور رحاها بين رئيسها الجديد المعين الأسبوع الماضي خالد بورباح المحسوب على جميعي، و محمد بو عبد الله المقرب من رئيس المجلس معاذ بوشارب، الذي انهي مهامه جميعي من على راس الكتلة المذكورة مباشرة بعد انتخابه امينا عاما للحزب. وتزامنت هذه المعركة الجديدة على رئاسة المجموعة البرلمانية للافلان مع معركة مساعي اسقاط بوشارب طرد بوشارب من رئاسة الغرفة السفلى للبرلمان من قبل مجموعة من نواب الكتلة السالفة الذكر برئاسة خالد بورباح المقرب من امين عام نفس التشكيلة الحزبية، حيث اصبح الثنائي بورباح وبوعبد الله، كل منهما يعتبر نفسه صاحب يدعي أحقيته في الاحتفاظ بمنصب رئيس الكتلة وبالتالي صاحب الشرعية. ففيما يدافع خالد بورباح الذي تولى منصب رئيس الكتلة المذكورة قبل اسبوع فقط، عقب انتخاب جميعي امينا عام للحزب العتيد، حيث يعتبر بورباح من المقربين والموالين لجميعي، يتمسك بوعبد بل ويصر على انه الرئيس الفعلي والشرعي لكتلة الحزب المشار اليه في الهيئة التشريعية السفلى، وهي معركة تؤشر على هشاشة هياكل حزب جبهة التحرير الوطني بالهيئة البرلمانية. وحسب الأصداء التي جمعتها “الجزائر الجديدة” من مصادر بالبرلمان، فإن كتلة الأفلان بالبرلمان، منقسمة إلى ثلاثة مجموعات، المجموعة الأولى تضم قرابة خمسون نائبا مناوؤون لرئيس المجلس معاذ بوشارب، والمجموعة الثانية بأكثر من 100 نائب مؤيد ومساند لبقاء بوشارب رئيسا للمجلس و الثالثة المتبقية فضلت البقاء على الحياد . ويعتبر رئيس الكتلة الافلانية بمبنى الغرفة الاولى التشريعية خالد بورباح من الموالين ومن المقربين لجميعي، كما ان بورباح يقف وراء مسعى الانقلاب الذي يعمل على تنفيذه مجموعة من نواب الافلان ضد رئيس المجلس معاذ بوشارب من نفس التشكيلة الحزبية، على اعتبار انه من قام بمعية نواب يتولون مناصب المسؤولية على غرار رئيس لجنة المالية والميزانية توفيق طورش، اخرين باقتحام مكتب رئيس المجلس الاربعاء الماضي وطالبوا بوشارب بتقديم استقالته من رئاسة البرلمان، ودعوا بوشارب الى تقديم بيانات دقيقة عن كيفية صرف ميزانية المجلس وكذا صفقة اقتناء 30 سيارة جديدة مؤخرا. وأضافت نفس المصادر، أن رئيس لجنة المالية والميزانية توفيق طورش الذي يطمح لتقلد رئيس المجلس من اشد الداعمين لتنحية بوشارب من منصبه حتى وان اقتضى الامر اعادة سيناريو عزل السعيد بوحجة قبل نحو ثمانية اشهر من قبل كتل الموالاة، ويرى نفسه مؤهلا لتولي منصب الرجل الرابع في الدولة. في نفس السياق، ظهر اسم النائب بهاء الدين طليبة ضمن قائمة النواب الذين يطمحون لتولي رئاسة المجلس الشعبي الوطني في حالة ما تمكن نواب الافلان من تنحية بوشار ب من منصبه، واستبعد المصدر نفسه تخلي بوشارب عن منصبه في ظل الدعم والمساندة التي يحظى بها من طرف اكثر من مائة نائب من نفس الكتلة، ناهيك عن نواب كتل الموالاة الثلاثة الأخرى الارندي، والحركة الشعبية الجزائرية ومعها كتلة حزب تجمع امل الجزائر بصرف النظر عن دعم مختلف الكتل لبوشارب حسب المصادر نفسها .