أدانت دول عربية وغربية والأممالمتحدة قرار الإدارة الأميركية التخلي عن موقفها السابق اعتبار المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية مخالفة للقانون، فيما تجري السلطة الفلسطينية مشاورات في أروقة مجلس الأمن قبيل جلسة تناقش الملف الفلسطيني وعلى رأسها الموقف الأميركي الأخير. وعبّر الاتحاد الأوروبي عن رفضه قرار واشنطن شرعنة المستوطنات الإسرائيلية، واعتبر أن النشاط الاستيطاني غير قانوني ويقوض قابلية حل الدولتين واحتمالات السلام الدائم. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فديريكا موغيريني -في بيان- إن الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى وضع حد لأنشطتها الاستيطانية بصفتها سلطة احتلال. وشدد مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان اليوم على أن موقفه ثابت تجاه المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بصفتها تمثل انتهاكا للقانون الدولي، رافضا بالتالي موقف الإدارة الأميركية المعدل في هذا الصدد. وأوضح المتحدث باسم المكتب الأممي روبرت كولفيل في تصريح صحفي أن “تغير الموقف السياسي لدولة لا يعدل القانون الدولي القائم، ولا تفسير محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن له”. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال أمس إن الولاياتالمتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية مخالفةً للقانون الدولي، وأشار -في مؤتمر صحفي- إلى تخلي واشنطن عن موقف إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بشأن قضية المستوطنات. ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقرار الأميركي، وأضاف أن القرار “صحح ظلما تاريخيا كان لا يعترف بالحق التاريخي لليهود في ملكية الأرض”. ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات الإسرائيلية ويصفها بغير الشرعية، ويستند هذا جزئيا إلى اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة. وتعقيبا على القرار الأميركي، قالت وزارة الخارجية الروسية إن هذا القرار “يقوض الأساس القانوني لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، وأضافت -في بيان لها- أن هذه الخطوة ستزيد التوتر في المنطقة. كما انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الإعلان الأميركي، قائلا إنه لا توجد دولة فوق القانون الدولي، وقال الوزير التركي في تغريدة “التصريحات التي تأخذ شكل فرض الأمر الواقع ليست لها أي صلاحية في نظر القانون الدولي”. وقالت الحكومة النرويجية إنها تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهي عقبة أمام حل الدولتين. وأدانت منظمة العفو الدولية إضفاء الولاياتالمتحدة شرعية على المستوطنات الإسرائيلية، معتبرة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيبقى جريمة حرب رغم ذلك.