سيتدخل الكاتب العراقي والناقد الفني عبد الرحمن جعفر الكناني المقيم بالجزائر غدا الثلاثاء بمحاضرة حول"منمنمات محمد راسم الجزائري ميثولوجيا التاريخ رسالة جمالية لأزمنة آتية" وذلك في إطار المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات الذي انطلق في تلمسان موازاة وتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. المحاضرة التي سيلقيها الأستاذ عبد الرحمن جعفر الكناني رفقة مجموعة باحثون متخصصون ونقاد فنيون تعد دراسة نقدية تبرز قدرات محمد راسم كمؤرخ صادق للوقائع التاريخية، كما تبين امتلاك هذا الفنان الكبير لمعظم خصائص المؤرخ باستثناء بعض الأدوات التي تجعل المؤرخ ينقل الوقائع التاريخية بلغة مادية، لكن محمد راسم -يضيف الأستاذ الكناني- في لقائه ب"الجزائرالجديدة"، يؤرخ الوقائع ويسجلها بلغة حسية لأنه يعتمد أدوات التشكيل الفني التي تحول الوقائع المادية التاريخية إلى وقائع تأخذ الصفة الجمالية، وعن الهدف المرجو من هذا الحدث، قال محدثنا أن الفن التشكيلي عموما في المجتمعات الإسلامية يتمتع بمكانة بارزة في إبراز القيم التاريخية والإنسانية والجمالية، معتبرا أن هذا المهرجان يتخطى الحدود الإقليمية للجزائر وينظر للنمنمة كفن إنساني ينشر في المجتمعات الإسلامية، وأكد الناقد الفني أن المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة يسعى كذلك لكشف حقيقة وحدة الفن الإسلامي بمفرداته وأساليبه وآلياته كاشفا في هذا السياق أن هذا القاسم المشترك موجود بالفنون الجميلة في مختلف المجتمعات الإسلامية المتباينة في أعراقها وقومياتها، وأكد محدثنا أن المهرجان يحي عالم النمنمة التاريخي في زمن الحاضر وهو جزء لا يتغير من فنون الحركة التشكيلية العالمية، كما يعطي الإشارة إلى ظهور جيل جديد يستقي رؤيته من تراث المنمنمة العريق عبر مختلف الأزمنة والعصور، وفي هذا السياق كشف ذات المتحدث أن هذا المهرجان يؤكد نقطة أساسية مفادها أن العلاقة بين الأصل والمعاصرة غير قابلة للانفصال مؤكدا أن الجزائر تحملت مسؤولية الحفاظ على المنمنمة من خلال تبني مهرجان ثقافي دولي يدعو إلى مشاركة جميع دول العالم، والجزائر من الدول القليلة التي ما زالت تهتم بمهرجان المنمنمات وهذا إن دل على شيء فإنه يدل- يضيف محدثنا-على حرص الجزائر على كل ما هو أصيل وتراثي وفرضه في الزمن المعاصر، مشيرا إلى أن وجود متحف وطني للمنمنمات والزخرفة والخط الوطني يبرز اهتمام الجزائر بهذا الفن الإسلامي الأصيل والمحافظة على بقائه وتجدده وإيصاله إلى أجيال جديدة متعاقبة، منوها إلى ما يمتلكه المتحف من رصيد عالي من المنمنمات العربية والإسلامية التي أبدعها فنانون تشكليون. مليكة.ب