جدد سكان مزرعة سي عثمان التابعة لبلدية حجوط مطالبهم للسلطات المحلية بضرورة تحسين الظروف المزرية التي يواجهها أبنائهم خلال كل سنة دراسية جديدة. كان أمل سكان المزرعة هذه السنة كبيرا في تحسين الظروف القاهرة التي يتخبط فيها أبنائهم، بعد جملة الشكاوي التي رفعوها للسلطات المحلية، لكن الواقع أثبت لهم عكس ذلك، حيث بقيت الأوضاع على حالها، ولم تسجل مزرعتهم أي جديد يذكر بشأن المسائل الضرورية التي لا تزال معلقة، إذ اعتبرت مسألة توفير النقل المدرسي من بين أهم للمطالب التي شغلت بال الأولياء لسنوات طويلة، وأتعبت التلاميذ بدرجة كبيرة، بل أصبحت الحلم الذي ما زال ينتظر هؤلاء تحقيقه، نتيجة الأعباء الثقيلة التي تحملها التلاميذ خاصة تلاميذ الطور الابتدائي الذين أجهدتهم المسافات الطويلة التي يقطعونها، والتي تتجاوز ال 2 كلم، وما صاحب ذلك من مخاطر لحقت بالعديد، ولا زالت تترصد البقية منهم، وهو الوضع الذي اشتكى منه السكان وأبنائهم وطالبوا بالإسراع في إيجاد الحلول السليمة خوفا من العواقب الوخيمة. إن أمر قطع المسافات الطويلة، مرورا بأصعب المسالك والطرقات للوصول إلى مقاعد الدراسة في أتعس الأحوال، أثر تأثيرا كبيرا على صحة هؤلاء التلاميذ الذين أجبرتهم الظروف القاهرة على حمل المحافظ الكبيرة والسير تحت حرارة الصيف، وبرودة الشتاء على غرار المسالك الصعبة التي يضطرون لقطعها وسط الغابات والأشجار الكثيفة، وبهذا الخصوص صرّح بعض ممثلي سكان المزرعة الذين التقتهم الجزائرالجديدة، أن أبنائهم يعيشون معاناة كبيرة، ومن كل الجوانب في ظل غياب النقل المدرسي الذي غابت معه راحة هؤلاء الأطفال الذين اشتكى أوليائهم أيضا من كثرة الأدوات المدرسية التي فرضت عليهم، وهو الأمر الذي زاد من حدة هذه المعاناة، هذا إلى جانب الخوف الذي يعتريهم خاصة في فصل الشتاء أين يضطر التلاميذ للخروج باكرا، والدخول إلى مقرات سكناتهم في أوقات متأخرة، وما يصاحب ذلك من أخطار محدقة بهم، خاصة وأن مساكنهم تتواجد في مناطق معزولة وهو ما يجبر الأولياء حسبما كشفه السكان دائما، إلى مصاحبة أبنائهم إلى حين وصولهم الطريق الكبير، الذي أثار هو الآخر مخاوف الأهل نظرا لكثرة الحوادث به الأمر الذي أدى إلى وفاة العديد من أبنائهم. هذه النقائص وأخرى جعلت قاطني مزرعة سي عثمان يلحون على ضرورة الإسراع لتوفير النقل المدرسي الذي من شأنه أن يخلص أبنائهم من هذه المتاعب التي لحقت بهم لسنوات طويلة، أدت بالكثير منهم إلى التوقف نهائيا وفي سن جد مبكرة عن مزاولة الدراسة، ليبقوا حبيسي هذه المزرعة التي لم يتعلموا فيها سوى التهميش في ظل غياب أهم المرافق الضرورية.