يبدو أن العلاقات الجزائرية سوف لن تستقر على حال، بالرغم من التقارب المسجل في الآونة الأخيرة، والسبب هو تمادي الطرف الفرنسي في الإضرار بالمصالح الجزائرية، والسير على خط مناهضة المواقف الجزائرية في بعض القضايا الحساسة، وعلى رأسها القضية الصحراوية. آخر هذه الاستفزازات، كان إقدام الشبكة الإفريقية للفرانكوفونية على إقامة مقر لها في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة، وهو القرار الذي من شأنه أن يغضب الطرف الجزائري.
وفي هذا الصدد، هاجمت جبهة البوليساريو منظمة الفرانكوفونية، بسبب اتخاذها لقرار إنشاء مقر لها في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، وأصدرت ممثلية البوليساريو في أوروبا بيانا صحفيا أمس الاثنين، وصفت فيه قرار الشبكة الإفريقية للفرنكوفونية ب "العدواني"، كما هاجمت المغرب، واتهمته بانتهاج أساليب استفزازية، لتضليل الرأي العام الناطق بالفرنسية.
وكانت جبهة البوليزاريو قد انتقدت بشدة، إعلان بعض الدول الإفريقية عن فتح في الصحراء الغربية، ورأت في هذه الخطوة خطرا، لكون الأمر يتعلق بمؤسسة ثقافية معتمدة من قبل حكومة الجمهورية الفرنسية، البلد العضو الدائم في مجلس الأمن الدولين والاتحاد الأوروبي.
ودعت جبهة البوليزاريو، جان بابتيست لوموان، وزير الدولة الفرنسي المكلف بالسياحة، والفرنسيين في الخارج، ومنظمة الفرانكوفونية، إلى التدخل في هذه القضية، وشددت على ضرورة "عدم التساهل والتسامح" مع إقامة مقر لمؤسسة الفرانكوفونية في الصحراء الغربية المحتلة.
وتعتبر منظمة الفرانكوفونية إحدى الأذرع الثقافية التي تعتمد عليها الدولة الفرنسية من أجل الحفاظ على نفوذها في المستعمرات السابقة، علما أن الجزائر تعتبر بلدو ملاحظ وليس عضو في هذه المنظمة، وكان ذلك فغي عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة.
وتدرك فرنسا أن القضية الصحراوية تعتبر أحد الملفات التي تنطوي على حساسية كبيرة لدى الدبلوماسية الجزائرية، ومع ذلك لا تراعي هذا الاعتبار، في الوقت الذي بدأ التقارب بين الجزائر وباريس يأخذ مداه، باعلان الرئيسين الجزائري، عبد المجيد تبون، والفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تشكيل لجنة لبحث ملف الذاكرة، الذي كثيرا ما تسبب في تسميم العلاقات الثنائية على مدار سنين طويلة ولا يزال.