موعد الاقتراع بدأ يُحسبُ بالساعات، والعد التنازلي الحقيقي قد اقترب، حيث تفصلنا 14 ساعة فقط عن افتتاح صناديق الاقتراع لاختيار هيئة تشريعية جديدة، أكثر من 15 ألف مترشح يعيشون الآن على أعصابهم وهُم ينتظرون على أحر من الجمر نتائج الاستحقاق الانتخابي الذي سترتسم ملامحه بداية من ليلة غد السبت بعد ظهور النتائج الأولية الشريط الإخباري العاجل في القنوات التلفزيونية. ولصُعوبة المُنافسة التي تختلفُ هذه المرة كثيرًا عن سابقاتها، بعد وضع حد لهيمنة "رأس القائمة" ووضع نمط جديد يعتمدُ على نظام التمثيل النسبي مع التصويت التفاضلي على القائمة المفتوحة الذي يضمنُ للمواطن حُرية اختيار مُمثليه، ضرب مُترشحون الصمت الانتخابي عرض الحائط في الساعات الأخيرة التي تفصلهم عن ساعة الحسم، وبرز ذلك في اللقاءات العشائرية والجلسات والاجتماعات التي انعقدت في المقاهي والأحياء بعد صلاة الجُمعة. وكثف بعض المُترشحين اتصالاتهم الهاتفية وإرسال رسائل نصية قصيرة لأقاربهم ومعارفهم لحصد أكبر عدد من الأصوات، فيما فضل قطاع آخر مواصلة الحشد عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت في الساعات الماضية معركة حامية الوطيس بين المُتنافسين رُغم انقضاء عُمر الحملة الانتخابية ودخول مرحلة الصمت الانتخابي حيز التنفيذ، والغريب في الأمر أن بعض المُترشحون للظفر بتأشيرة الدُخول لمبنى زيغود يوسف يجهلون هذه الآجال وهو ما ينطبق على أحد المترشحين الأحرار الذي كتب على صفحته الرسمية في الفايسبوك: "في هذه السويعات نصل الى اخر يوم من الحملة الانتخابية وغدا لنا موعد مع تقرير مصير شعب و دولة، هذه الحملة الانتخابية التي دامت لأيام قدتها مع مجموعة من المساندين شهد الجميع على نظافتها فلا صور مزقت و لا علقت في غير اماكنها ولم نشوه المنظر العام لمديتنا لأننا كنا دوما نناهض و نناضل لأجل مدينة نظيفة ونؤمن ان التغيير المنشود يبدأ بأنفسنا فهناك دعاة للتغيير شوهو كل الأماكن بصورهم ……….". في وقت فضل آخرون الهُروب من ضغط الساعات الأخيرة ليوم الحسم نحو أماكن تتسم بالهدوء مثل الشواطئ والغابات وزيارة الأقارب. ومن المُرتقب أن تُفتتح مكاتب الاقتراع أبوابها غدًا السبت في حدود الساعة الثامنة صباحًا لاستقبال أزيد من 24 مليون ناخب، مدعوين لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني لعهدة تاسعة، في استحقاق وطني بشعار "فجر التغيير" يجري في ظل إطار قانوني جديد ضامن للنزاهة والشفافية ووسط إجراءات وقائية فرضتها الوضعية الصحية الاستثنائية. وتم لهذا الغرض، تخصيص 13 ألف مركز اقتراع و61.543 مكتب اقتراع داخل الوطن، إلى جانب 357 مكتب اقتراع خارج الوطن، بالإضافة إلى 139 مكتب متنقل، ويؤطر هذه المراكز والمكاتب 589 ألف مؤطر -حسب معطيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.