أثار حسان بوزيدي ممثل سكان حي "بوسماحة" المتواجد على مستوى إقليم بلدية بوزريعة، جملة المشاكل التي حوّلت حياتهم إلى معاناة دائمة تتواصل منذ أزيد من 22 سنة، بعدما تم ترحليهم من قبل سلطات الحي بموجب قرار من رئيس الحكومة وبوعود إعادة إسكانهم في مدة لا تتجاوز الستة أشهر، المنطقة تعتبر من الأحياء القديمة بالبلدية، كما أنها تعد نقطة سوداء باعتبارها مصدر كبير للفساد المنتشر على مستوى هذه الأخيرة. حيث يعاني سكان هذا الحي العديد من النقائص على غرار الماء، الكهرباء والطريق الكارثية التي زادت الطين بلة والتي جعلت من تمدرس الأطفال أمرا شبه مستحيل، والسكن، الذي يصنف في خانة أهم مطالب قاطني الحي، كما تحدّث عن حال العائلات القاطنة ببوسماحة في فصل الشتاء، أين يصبح العيش مستحيلا بسبب خطر الموت بالفيضانات التي تتربص بهم، مذكرا بفيضانات 2001 حيث تم نقلهم لمدة شهر إلى الملعب المتواجد بالبلدية، والأمراض التي أصيب بها العديد منهم على غرار مرض الربو بسبب مادة "الاميونت" وإفرازاتها الخطيرة، والتي أثّرت على حالتهم الصحية، سيما الأطفال حسب ما أكده ممثل الحي. وفي رده عن الانشغال، أقر رئيس البلدية عبد الرحمان عبدي بعجز البلدية في حل مشاكل السكان والوقوف حائرة أمام جملة النقائص والمطالب التي لطالما ناشدهم بها السكان، مذكرا في حديثه بقصة حي "بوسماحة"، الذي شيّد سنة التسعينات، لينشأ في ظروف أمنية صعبة كانت تمر بها البلاد وكانت حصيلة السكان في وقتها تقدر ب 90 عائلة لتصل سنة 1997 إلى 114 عائلة، مشيرا في تصريحه إلى أن البلدية قامت بإجراء إحصاء سنة 2002 لتجد في القائمة 384 عائلة، ومنذ تقلد عبد الرحمان عبدي مسؤولية البلدية وجد خلال الإحصاء الأخير 840 عائلة بحي "بوسماحة"، مؤكدا في سياق حديثه أن السلطات لم تتخذ بشأنهم أي إجراءات قانونية أو العمل من أجل التكفل بهم، رغم الوعود العديدة التي تلقوها، خصوصا تلك التي تتعلق بالترحيل إلى سكنات لائقة، مشيرا في سياق حديثه إلى أن السلطات ستتخذ من الإحصاء الأخير الذي تم سنة 2007 كمادة رسمية قصد وضع قائمة الذين سيستفيدون من السكن بصيغه المختلفة، مبديا تفاجئه من الخبر الذي تداولته بعض الصحف والتي أكدت أن سكان حي " بوسماحة" سيرحلون في الأيام القليلة القادمة، موضحا أنه لغاية الساعة لم يدرج أسماؤهم في أي قائمة من تلك القوائم التي ستستفيد من الترحيل، مضيفا بأنه قام بمراسلة والي العاصمة بعد الاجتماع الذي عقده مع المكتب التنفيذي، موضحا في رسالته بأن قاطني الحي لن يصمتوا أكثر من ذلك عن الوضع المزري الذي ضاقوا به ذرعا، والغريب أن رئيس بلدية بوزريعة، عبد الرحمان عبدي وفي ميكروفون "أستوديو كوفيل" وعلى المباشر أقرّ بعجز بلديته ووقوفها حائرة أمام حجم المجمع الفوضوي "بوسماحة". وبخصوص طلب السكان والمتمثل في تزويد حيهم بالكهرباء، والذي لم يجد آذان صاغية لغاية اليوم، أكد رئيس البلدية أنه كان له اجتماع مع والي العاصمة سنة 2010، هذا الأخير خصّص مبلغ مليار و200 مليون سنتيم، قصد تزويد الحي بعدادات كهربائية، وليومنا هذا لم يعرف المشروع طريقه إلى النور، وفي تضامن له مع سكان" بوسماحة"، طالب رئيس بلدية بوزريعة شخصيا، السلطات العليا الإسراع في ترحيل السكان، لأن الأوضاع لم تعد تحتمل وهو المطلب الرئيسي لتلك العائلات التي ملّت من مسايرة الظروف السيئة. تحدّث رئيس جمعية حي "المنزل 1"، بوجمعة عباد، عن سبع عائلات تتقاسم معهم الحي، يقطنون بالخيم لمدة عامين، هذه العائلات وكما قال المتحدث ذاته يعيشون ظروفا أقل ما يقال عنها معاناة حقيقية لا يمكن وصفها... وعن الملف رد عبد الرحمان عبدي، موضحا، بأن هذه العائلات السبعة، قطنت بالخيم بعد أن تم طردها بقرار من العدالة، مشيرا إلى أنه وقبل أن يكون هو رئيسا لبلدية بوزريعة، عرف أن من كانوا قبله استلموا منشورا من والي ولاية العاصمة يقول أن عملية إعادة إسكان هذه العائلات السبعة ستكون من صلاحياته هو شخصيا، ولكن بالنظر لحال وواقع هؤلاء المؤلم، اضطر عبد الرحمان عبدي إلى إسكان عائلتين، مؤكدا في الوقت ذاته أنه إن لم يتم ترحيل العائلات المتبقية إلى سكنات اجتماعية، خصوصا وانه قام بكتابة ثلاثة مراسلات لوالي العاصمة للاهتمام بهذه العائلات، سيضطر إلى منحهم رخص للبناء، حتى تعرف أحوالهم القليل من الانفراج. أمال كاري