اختار الفرنسيون المقيمون في الجزائر بالأغلبية الساحقة، مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، على حساب غريمه اليميني مرشح الاتحاد من أجل حركة شعبية، نيكولا ساركوزي، الرئيس المهزوم، في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأوضحت الأرقام التي كشفت عنها القنصلية الفرنسية بالجزائر، أن الرعايا الفرنسيين، صوتوا لصالح هولاند بنسبة لا غبار عليها، فاقت ال 87 بالمائة، في موقف يؤكد مدى بغض حاملي الجنسية الفرنسية من الجزائريين، للرئيس المهزوم، الذي أبان بوضوح عن حقده الكبير لكل ما هو مهاجر، بالرغم من أن ساركوزي نفسه لا يعتبر فرنسيا ابا عن جد، بحيث يعد أحد المهاجرين القادمين من أوربا الوسطى الشرقية. ويبلغ عدد الفرنسيين الموجودين في الجزائر، الذين يحق لهم الانتخاب، حوالي 23 ألفا، غير أن عدد الذين شاركوا في العملية الانتخابية، لم يتعد خمسة ألاف و550 من الأصوات المعبر عنها، وهو ما يعادل 24.42 بالمائة، في واحدة من أضعف نسب المشاركة خارج التراب الفرنسي، علما أن نسبة المشاركة في الدور الثاني في "الميتروبول" قاربت الثمانين بالمائة. وتشير أرقام القنصلية الفرنسية إلى أنه من بين ثلاثة آلاف و303 صوت معبر عنه في العاصمة الجزائر، صوت منهم ألفان و771 لصالح المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، مقابل 480 صوت معبر عنه لصالح مرشح اليمين نيكولا ساركوزي، ما يعني أن نسبة التصويت لصالح هولاند على مستوى قنصلية العاصمة، وصلت 85 بالمائة. سيطرة هولاند على غريميه لم تقتصر على ناخبي قنصلية العاصمة فقط، بل تعدتها أيضا إلى الناخبين على مستوى القنصليات الثلاث الأخرى، وهرانوقسنطينةوعنابة، وقد سجلت أعلاها بقنصلية قسنطينة، التي بلغت فيها نسبة التصويت لصالح هولاند 93 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، تليها نسبة قنصلية عنابة، بواقع 90 بالمائة، ثم قنضلية وهران بواقع 89 بالمائة. وكانت نسبة التصويت في الدور الأول لصالح فرانسوا هولاند أيضا، وقد بلغت على مستوى العاصمة 63 بالمائة، أي ما يعادل أربعة آلاف 264 صوت معبر عنه، علما أن بعثة ممثلة للحزب الاشتراكي قد حلت بالجزائر ما بين الدورين الأول والثاني، ترأسها الناطق الرسمي للحزب بنوا هامون ووزيرة العدل السابقة إليزابيت غيغو، ما يرجح أن تكون هذه الزيارة قد أوتيت أكلها من حيث استقطاب ناخبي الجزائر، بالنظر إلى النتيجة التي سجلت في الدور الثاني، والتي عرفت ارتفاعا كبيرا في نسبة المصوتين لصالح هولاند. وتتشكل الجالية الفرنسية المقيمة في الجزائر، من جزائريين يحملون الجنسية الفرنسية، وتتحدث مصادر على أنه يوجد بين أفراد هذه الجالية مسؤولين سامين في الدولة، وإطارات بمؤسسات وشركات عمومية، فضلا عن أقلية فرنسية مشكلة من بعض إطارات الشركات الفرنسية المستثمرة في الجزائر.