وصل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برفقة عقيلته الشيخة موزة إلى معبر رفح الحدودي في قطاع غزة لبدء زيارة لعدة ساعات للقطاع المحاصر، حسبما أفاد مراسل فرانس برس. وأكد غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس لفرانس برس أن مروحية مصرية أقلت أمير قطر من مطار العريش إلى الجانب المصري من معبر رفح. وقد انتقل بعد ذلك فورا الى الجانب الفلسطيني في المعبر حيث كان في استقباله رئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية، تمهيدا لبدء زيارته لتدشين عدد من المشروعات الضخمة التي تمولها قطر. وعلى الفور عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري ثم استعرض أمير قطر وهنية حرس الشرف ثم صافح الأمير الضيف كبار مستقبليه من قادة حماس بينهم محمود الزهار وخليل الحية وصالح العاروري الذي وصل غزة صباحا، ووزراء الحكومة المقالة وقادة أجهزتها الأمنية. وانتقل هنية بصحبة الأمير إلى قاعة استقبال كبار الزوار للقاء قصير ثم يتوجهان مباشرة الى خان يونس لوضع حجر الاساس لمدينة سكنية تحمل اسم امير قطر ضمن مشروعات عديدة تمولها قطر. ويضم الوفد القطري كبار المسؤولين وبينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم. وانتقل هنية بصحبة الامير الى قاعة استقبال كبار الزوار للقاء قصير. وقال هنية "سنضرب جدار الحصار اليوم في غزة وغدا في القدس. اهلا وسهلا بامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني على ارض فلسطينوغزة المحاصرة". وأضاف أن أمير قطر "سيضع حجر الأساس لعدد من المشاريع القطرية التي تأتي انسجاما مع المواقف القطرية العربية الأصيلة والدعم اللامحدود لغزة والالتزامات القطرية بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال خلال الحرب". ويتوجه هنية وضيفه مباشرة إلى خان يونس لوضع حجر الأساس لمدينة سكنية تحمل اسم أمير قطر ضمن مشروعات عديدة تمولها قطر. يأتي ذلك فيما انتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة الثلاثاء معتبرين أنها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني، فيما رحبت بها حكومة حماس في غزة. وكان الشيخ حمد اتصل قبل أيام بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لطمأنته بشأن الزيارة. ومع ذلك، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع الاثنين في مقر الرئاسة الفلسطينية العرب إلى "عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزة" لأن ذلك "يخدم أساسا المشروع الإسرائيلي". وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين "كنت أتمنى أن يعلن أمير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة"، معتبرا أن "وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني". من جهتها، نشرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية التي تصدر في الضفة الغربية الثلاثاء رسما كاركارتوريا كتب فيه "فلسطين موحدة... لا أهلا ولا سهلا بالمقسمين". واستقبل الأمير القطري بمراسم حافلة في غزة. فقد عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري بينما وقف إلى جانبه اسماعيل هنية، رئيس الوزراء في الحكومة المقالة. واستعرض الأمير الضيف حرس الشرف وألقى التحية على وزراء حكومة حماس وممثليها في المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال الكاتب والمحلل السياسي مهند عبد الحميد لوكالة فرانس برس إن "الاتصال الذي أجراه الأمير القطري مع الرئيس عباس غير كافي وما تقوم به قطر الآن برأيي انتهاك صريح للشرعية الفلسطينية بدعم عربي ودولي لترسيخ إمارة مستقلة في غزة". وأضاف "للمرة الأولى يتم التعامل مع حركة حماس التي اعتبرت غالبية دول العالم أنها انقلبت على السلطة في غزة خاصة وأن المرجعية السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية". وتابع أن "قطر اليوم تعطي شرعية للانقلاب على الشرعية الفلسطينية وهذا تطور خطير... وتدفع حماس إلى زيادة تعنتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية". وأكد أن "الموقف القطري تجاوز كل المفاهيم البروتوكولية في هذه الزيارة". وكانت قطر استضافت حركتي فتح وحماس في شباط/فبراير الماضي. ووقعت الحركتان "اتفاق الدوحة" لإنهاء الانقسام بينهما. لكن الاتفاق لم يكتب له النجاح، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بإفشاله. وقال عبد الحميد إن قطر بهذه الزيارة إلى غزة "أهالت التراب على اتفاق الدوحة... وتعلن اليوم أنها مع تعزيز دولة في غزة بما يتقاطع مع رغبات إسرائيل". وقد رأت حماس أن زيارة الأمير القطري "ستسهم في انهاء الحصار عن غزة وإعادة اعمار القطاع". من جانبه، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم إن زيارة الأمير القطري "تحمل في طياتها مضامين سياسية أكبر من قضية اعمار غزة". وأضاف أن "الزيارة قد يكون من ورائها محاولة جس نبض حركة حماس باتجاه مزيد من الاعتراف من زاوية الانسجام مع ما يجري من تطبيق صفقة تاريخية بين الولاياتالمتحدة الأميركية والإخوان المسلمين". وتابع أن "قطر تدرك مدى الخلاف الحقيقي بين القيادة الشرعية الفلسطينيةوالولاياتالمتحدة ويمكن أن تكون الزيارة اعلانا قطريا بأن معركة التمثيل الفلسطينية والشرعية خاضعة للمقايضة السياسية". وأضاف سويلم "لا يمكن أن أفهم أن دولة قطر العراب الرئيسي للسياسة الاميركية، تقف اليوم مع شرعية وحكم لطرف اعلنته الولاياتالمتحدة وإسرائيل منظمة إرهابية"، وتابع "هذا مستحيل إلا أن كان وراءه مضامين سياسية أخرى".