استقبل الجزائريون وعلى غرار سائر الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم ببركاته وأجوائه الإيمانية، غير أن العديد من الأخطاء يرتكبها العديد من الناس متجاهلين أنها قد تعكر صفو رمضان و تنقص من مفعوله الإيجابي على الصائمين فردا ومجتمعا. استفسرت الجزائر الجديدة بعض المواطنين الأمور السلبية التي على الجزائريين تفاديها أو السلوكيات السيئة التي عليهم تقويمها خلال هذا الشهر، الذي يطلق عليه العديد من أئمة الإسلام وصف ال "مدرسة الأخلاقية". على الرغم من حظي رمضان مكانة راقية في قلوب الجزائريين ، إلا أنه لا زالت الكثير من الأشياء الخاطئة والتي لا تعبر عن طهارة الجو الرمضاني ولا على السلوك الإسلامي ، الذي من المفترض أن يحافظ عليه طيلة الحياة، ويتأكد تقييمه وتقويمه في رمضان بالأخص. و من بين الأشياء الأكثر رواجا في رمضان والتي يشكو منها أغلب المواطنون الجزائريون، مشكلة لهيب الأسعار ، حيث يستغل معظم الباعة إقبال كل المواطنين على اقتناء المواد الأساسية فيرفعون أسعارها لحدود تعتبر تعجيزية بالنسبة لعامة الناس، بعد تأكد هؤلاء التجار من اضطرار الزبائن لشترائها مهما كان سعرها ، كونها من الضروريات كالخضار واللحوم.. إلى غير ذلك من المواد الأساسية بالنسبة لكل العائلات وبالخصوص في رمضان، يقول "عبد النور"، 67 سنة، رب أسرة. فيما يرى "سمير"، 28 سنة، جامعي، أن "من أكثر الأمور السلبية التي يقوم بها بعض الناس في رمضان ، والتي صار يقع فيها الكبار والصغار بعد أن كانت مقتصرة على الشباب ، فقط كثرة الشجار لأتفه الأسباب بحجة الصيام ، وهذا مما لا ينبغي ارتكابه خصوصا في هذا الشهر الموقر، إذ ليس من المنطقي أن يتقاتل الناس ، وهم في الطوابير على الخبز أو الحلوى والعصير و يتطاعنون بالسكاكين انقيادا لشهوة البطون". و أما "فاتح"، 37 سنة فلا يعجبه " ما يتكرر سنويا من أخبار لطالما سمعنا عنها وتأكدنا منها بعد أن رأيناها مرارا بأعيننا، وهي تجرأ العديد من الشباب على انتهاك حرمة رمضان بالإفطار عمدا بالأماكن النائية عن أعين الناس ، كالمقابر أو الغابات أو سياراتهم الخاصة، إما بتعاطي المخدرات و الخمور أو بارتكاب الفعل المخل بالحياء أو بتناول الطعام بكل بساطة بوضح النهار وفي كل رمضان نسمع عن العديد من الحالات التي تم إلقاء القبض عليها وهذا مؤسف للغاية بالنسبة لمجتمع مسلم محافظ كالمجتمع الجزائري". وترى "خديجة"، 25 سنة، جامعية، أن "ما منا إلا وقد يقوم ببعض الأخطاء في رمضان صغارا كنا أم كبارا ، نساء أم رجالا، فالعائلات التي تشتري من الغذاء ما يزيد عن حاجتها ، وتسرف في الطبخ ليكون مصير أكبر كمية مما طبخت في سلة القمامة ، وأما الكثير من الرجال فيقعون في خطأ الانفعال السريع واشتعال الأعصاب دون سبب ، سواء في البيت أو خارج البيت ، و هذا يقع فيه الشباب ، حيث يسبون ويشتمون غيرهم و يتخاصمون وهم صائمون ، وهذا ما يفسد صيامهم، وهم يدركون ذلك تماما ". الشجار غير المتناهي، السرقة، الكلام البذيء، المنكرات.. هي حقائق موجودة في مجتمعنا برمضان وتقع مسؤولية تغييرها على كل فرد، وجماعة و هيئة ، فهل سيستفيد الجميع من شهر الصيام والتأديب هذا.