*- الإعلام يقوم بدوره في التّعريف بالفنان يمنحنا الفنان التشكيلي لخضر القويزي لوحات ناطقة بالروعة والجمال ممزوجة بألوان متضادة زرعت فيها شيئا من روحه، لوحات تجريدية غامضة، وأخرى تترجم الجزائر العميقة، وبينهما لوحات استوحاها الفنان من سحر الطبيعة. ثلاثة وعشرون لوحة زيتية معروضة بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب"، تجولنا بينها تجعل الناظر يتوه بين تفاصيلها ويهيم بجمالها، كلوحة كانت معروضة هناك تصوّر طبيعة خلاّبة تكاد أشجارها تتحرك وخرير المياه فيها يُسمع، ولوحة أخرى ترسم تفاصيل ميناء الجزائر نهارا وهو يعجّ بالناس والعاملين تكسوها ألوان فاتحة تعكس وضوح النهار، تقابلها لوحة للميناء وهو يرتدي عباءة الليل لكنه لا يخلو من الحركة حيث يتواجد الصيادون وعاشقو البحار، ولوحات أخرى مختلفة ومتشابهة، حملت عناوين مختلفة على غرار "الجمال"، "نهر في الجنوب"، "أمواج"، "القصبة"، "الخيول"، "المصلّون"، وغيرها... وفي حديثه ل "الجزائر الجديدة"، قال القويزي أن لوحة الميناء تعمّد رسمها نهارا وليلا ليبيّن أن الحياة لا تتوقف عند إسدال الليل ستاره، مضيفا أنه استعمل في هذه المجموعة ألوانا متباعدة ومتضادة مطلقا على هذه المجموعة اسم "الألوان المتوحشة" موضحا أنها ألوان غير متدرّجة. وأضاف لخضر، أن المجموعة التي يعرضها هي نتاج مجهود سنة كاملة، وهو يعرضها بالمركز للمرة الأولى بعد الانتهاء منها، وقد اختار أن تكون مواضيعها مختلفة ومتنوعة بين الطبيعة واللوحات التجريدية وأخرى تحمل في طيّاتها تراثنا وتقاليدنا، مشيرا إلى أنه يعالج من خلال فنه مختلف المواضيع السياسية، الثقافية، والاجتماعية لأن الأذواق تختلف وتجب محاولة تلبيتها، كما أن كلّا منها تحمل رسالة معينة. وقال الفنان ذاته، أنه يعرض في كل مرة ما تجود به ريشته بالعاصمة، وشارك بثلاث لوحات في معرض بفرنسا بيعت جميعها، لكن بدون أن يحضر المعرض بل قام بإرسالها فقط، مضيفا أنه متعوّد على إرسال طلبيّات لفرنسا لأصدقاء ولمراكز ثقافية، حيث يقوم هؤلاء بشرائها منه. وتابع الفنان حديثه، بأنه يحب الخروج عن القاعدة وكسر الإطار الأكاديمي الذي تعلّمه في صفوف كلية الفنون الجميلة من أجل إبداع أكثر وليعرف الآخرون قوة الأعمال الفنية التي يمكن لريشته أن تخلقها. وثمّن لخضر دور الإعلام في التعريف بالفنان التشكيلي، حيث قال "الإعلام هو 50 بالمائة من الفنان"، مؤكدا أنه في وقت مضى لم يكن يعطي لشريحة الفنانين التشكيليين أي أهمية، لكنه اليوم هو من يظهر الفنان للعلن، خاصة وأن الناس اليوم أصبحوا يهتمون بالفن. وواصل الفنان حديثه بالقول، أن الفن التشكيلي في الجزائر يعرف طريقه نحو الازدهار، والفنانون قادرون على إيصال أحاسيسهم ومشاعرهم للمتلقي، مشيرا إلى أن الموهبة أساسية جدا وكل من يملكها يجب أن يبرزها. وعن مشاريعه المستقبلية، صرّح الفنان التشكيلي ذاته، أنه بصدد التحضير لمجموعة جديدة يعرضها بفرنسا وتختلف المواضيع في كل لوحة، حيث ستكون المعالم التاريخية للجزائر حاضرة فيها معتبرا نفسه سفيرا لبلده في أي مكان يذهب إليه. وشكر الفنان من خلال الجريدة كل من ساعده على إنجاح هذا المعرض الذي عمل فيه طويلا وبذل فيه مجهودا كبيرا ليراه يخرج إلى النور، مضيفا أنه يوجه تحيّة خاصة لزوجته وابنه أسامة وابنته إيمان. ويعرض الفنان التشكيلي لخضر القويزي منذ الخميس المنصرم، لوحاته الثلاثة والعشرين برواق المركز الثقافي "مصطفى كاتب" بمبادرة من مؤسسة فنون وثقافة وكلها تعكس روحه المبدعة، وسيستمر المعرض إلى غاية 13 من الشهر الجاري. الفنان التشكيلي لخضر القويزي من مواليد 1979 بحسين داي، تلقى دروسه بكلية الفنون الجميلة، بالإضافة إلى دورات تدريبية بورشات للرسم منها جمعية الفنون الجميلة، وهو الآن يشغل وظيفة أستاذ للرسم في جمعية "فنون وثقافة"، وأقام معارض مختلفة في 2003 بفندق السوفيتال، وشارك في المهرجان الوطني 5 جويلية سنة 2007، بالاضافة إلى مشاركته في مسابقات وطنية لدائرة سيدي أمحمد من 2005 إلى 2010.زينب بن سعيد