قالت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية أمس الجمعة إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخطط لتوسيع حملتها العسكرية ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية داعش" لتشمل ليبيا، في تطور يكشف عن وجود نوايا لدى واشنطن للتدخل مجددا في الجارة الشرقية للجزائر. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن قائد القاعدة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" الجنرال ديفيد رودريغيز ، قوله إن مصالحه تمكنت من مشاهدة عناصر تابعة للتنظيم الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، يتدربون في شرق ليبيا، في إشارة إلى منطقة درنة، التي أعلنت بها بعض الميليشيات المسلحة، ولاءها لتنظيم أبي بكر البغدادي في وقت سابق. وأوردت الصحيفة البريطانية أن المناقشات جارية في واشنطن لتوسيع الحملة ضد تنظيم "داعش" إلى ليبيا، وأضاف المصدر أن قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا كشف خلال اجتماع في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن وجود معسكرات تدريب ل "داعش" تشمل 200 مقاتل في شرق ليبيا. ذكرت الجريدة أن المسؤول الأمريكي سئل عما إذا كان هناك تفكير باستهداف المقاتلين هناك، أجاب رودريغيز "المناقشة مستمرة وسنرى كيف ستسير الأمور"، مؤكدا على أنه لا توجد خطط فورية للقيام بعمل عسكري في ليبيا. وقدر الجنرال ديفيد رودريغيز عدد المقاتلين في معسكرات التدريب الليبية، بنحو 200 مقاتل قال إنهم أعضاء في الجماعات الليبية المتطرفة، الذين قرروا الانضمام لتنظيم الدولة. ولأول مرة منذ اندلاع الحرب بين المليشيات الليبية في الآونة الأخيرة، تتحدث الولاياتالمتحدةالأمريكية عن إمكانية توجيه ضربات للجهات التي تعتبرها متطرفة في هذه الدولة الجارة، وهو الموقف الذي يأتي بعد الفشل المتكرر للمبادرات الدولية والأممية والإقليمية حول ليبيا، وهو ما يؤشر على وجود إرادة خارجية وأمريكية على وجه الخصوص، لتعفين الوضع في ليبيا، حتى تبرر بعدها إمكانية القيام بعمل عسكري. وكانت الجزائر من بين الدول الأوائل التي أطلقت مبادرة من أجل حل أزمة ليبيا، إلا أنها في كل مرة تجد صعوبات بسبب ولاءات وارتباطات بعض الجهات الليبية لجهات خارجية، مثل مصر وبعض دول الخليج، التي أصبحت بمثابة معاول لهدم الاستقرار الذي بني لعقود في بلدان عربية.