تراود فكرة الإنجاب في العام الأول من الزواج الكثير من الأزواج الذين يسعون إلى تحقيقه بأمل كبير، و هذا لزيادة طعم الحياة حلاوة لدى الزوجين مع رؤيتهم لأولادهم يدورون حولهم، لكن تلك الرغبة لا تتملك أزواجا آخرين يجرون عكس التيار و يفكرون بنقيض ذلك ، فهم يفضلون تأجيل هذه الخطوة من أجل الاستمتاع بالحياة الزوجية إلى ما بعد مرور سنة أو سنتين ، و ثم التطرّق إلى فكرة الإنجاب بعد التأكد من التوافق الزوجي و توفير المتطلّبات المادية الخاصة بهذه المرحلة. حسيبة بوعلام الله الجزائر الجديدة تجمع في هذا المقال آراء أزواج حديثي زواج حول الإنجاب في العام الأول؟ متسائلة في ذات السياق ، هل الأزواج الذي يفضلون التمتع بالحياة الزوجية قبل الإنجاب هم الذين على صواب أم أن الإنجاب في أول فرصة هو الحل الوحيد لاكتمال العائلة و العيش في جوّ يسوده الحب و الحنان؟ أنتظر بفارغ الصبر خبر حمل زوجتي جمال الدين موظف في مؤسسة خاصة، يبلغ من العمر 37 سنة، يرى أنه ما من فرحة تكتمل لدى الزوج من سماع خبر حمل زوجته و إنجابها لطفل يحضنه و يشعر بالأبوة اتجاهه، حيث يؤكد أنه من محبي إنجاب الأطفال في العام الأول من زواجه، وبحكم أنه حديث الزواج فهو ينتظر زوجته بفارغ الصبر لتأتيه بخبر حملها، فهو يرى أن طعم الحياة يكون برزق الأطفال، فالجو الذي يسوده الحب والحنان يكون برؤيتك لأطفالك تتقاسم معهم طعم هذه الحياة، من جهة أخرى يصرح جمال الدين" لا أحبذ أن يتدخل الآخرون في علاقتي مع زوجتي وإسداء النصيحة بعدم الإنجاب في أول عام من الزواج وأن طعم الزواج يكون بانفرادك مع زوجتك لسنة أو سنتين ثم التفكير بعدها في إنجاب الأطفال، فأنا أريد من زوجتي أن تنجب في أول عام ، وهذا بالطبع بإرادة من الله سبحانه وتعالى". الحلم الذي يداعب مخيلتي طوال الوقت محمد لم يمض على زواجه سوى بضعة أشهر، يرى أن الإنجاب في أول عام من الزواج فكرة جميلة للزوجين، وهذا لزيادة طعم السعادة التي يخلقها الأطفال، فهو لا ينكر أن إنجاب الأطفال من صلبه كان دوما الحلم الذي يداعب مخيلته، ويفضل تحقيقها في أقرب فرصة، مؤكدا أنه سيضمن الرعاية المثالية للمولود، لأنه يدرك جيدا أن هذه المرحلة ستجعله أسعد أب في الحياة، وهو نفس الموقف الذي تتقاسمه معه زوجته، كما يرى محمد أن والدته كذلك من المولعين بالإنجاب في أول عام من الزواج، حيث تصر على ضرورة أن يعجل بخطوة الإنجاب، لأنها تؤمن بالمقولة الشهيرة "كل واحد يجيب رزقو معاه" ، وتعتبر أن الإنجاب يجب أن يكون في سن مبكرة، فهي تتفنن في العزف على الوتر الحساس لدى ابنها من أجل إقناعه بضرورة الإنجاب. " فعلى حسب السيد محمد فهو لا يحبذ أن يتدخل الآخرين في حياته الشخصية وإسداء النصيحة له بالابتعاد عن الإنجاب في العام الأول من الزواج وهذا من اجل الاستماع بحياته الزوجية قدر الإمكان ثم الخوض في فكرة الإنجاب بعدها". فكرة الإنجاب مؤجلة إلى ما بعد التمتع بالحياة الزوجية إبراهيم يختلف كثيرا عن الأزواج الآخرين الذين يحبذون الإنجاب في أول سنة من الزواج، حيث يرى أنه لابد على الزوجين أن يتمتعا بحياتهما الزوجية أولا، ثم التفكير في الإنجاب لاحقا وعلى حسبه يؤكد انه لا ينوي الإنجاب في بداية الزواج، حيث قال لزوجته أنه لابد عليهما التريث في الإنجاب لكي تكون لحياتهما الزوجية طعم خاص بدون مسؤولية الأبناء، حيث يؤكد أنه يريد أن يستمتع بحياته الزوجية مع زوجته ثم الخوض في فكرة الإنجاب بعدها لان الأطفال حسبه سيأتون، ولهذا فهو يريد الاستمتاع قدر الإمكان بهذه اللحظات التي لا تعوض في نظره، السيد إبراهيم يصرح انه أصبح ينزعج كثيرا من إصرار المحيطين به على التدخل في موضوع الإنجاب، وأصبح -حسبه- يثور في وجه كل شخص ينصحه بالإنجاب في العام الأول من الزواج، حيث يرى أن الحديث بخصوصه يجب أن يقتصر عليه وعلى شريكة حياته، وهو ما جعله يستشيط غضبا في أحد الأيام ويطالب والدته التي كانت تصر على الإنجاب في أول عام له بعدم التدخل مجددا في هذه المسألة .