كشفت مصادر مطلعة للجزائر الجديدة على أن العاصمة تعرف فقرا من حيث بيوت الشباب، إذ لا تتوفر سوى على 68 سرير فقط بيت يقع بقلب العاصمة في حسيبة بن بوعلي. حيث ومن خلال الزيارة التي قادتنا إلى هناك لمسنا النقص الفادح في مثل هذه المرافق، إذ أن الاكتظاظ سمة تطبع يوميات البيت كل يوم -حسب المتوافدين إليها- مرجعين السبب إلى انعدام مثل هذه البيوت والتي من شأنها أن تحفز تنمية الشباب، وقد اعتبر الشباب أن توفيرها يعد بمثابة حجة لديهم خاصة وأن أسعار المبيت فيها معقولة وفي متناول جل الشباب، عكس النزل والإقامات التي لا يقدر الشباب على دفع المبلغ للإقامة هناك، مستغربين في نفس الوقت عن سبب عدم إنشاء بيوت أخرى في العاصمة إذ أن العاصمة تستقطب يوميا آلاف المواطنين القادمين من كل شبر من الوطن فمنهم من يحب التعرف على المنطقة، إلا أنه وأمام غلاء أسعار المبيت داخل النزل فإنهم يضطرون إلى البقاء لمدة ساعات ثم يعودون أدراجهم من حيث أتوا، كما أن بعضهم من يتنقل عبر صفحات الانترنيت للتعرف عما تحمله المنطقة من معالم سياحية وأثرية تزخر بها، في حين كان بالإمكان أن تتوفر مثل هذه البيوت في عاصمة الجزائر. كما عبّر شباب آخرون عن تأسفهم كون أن القلب النابض للعاصمة يتيم ولا يحتوي على مثل هذه المرافق الهامة، خصوصا في الناحية الغربية للعاصمة على غرار سطاوالي، سيدي فرج، زرالدة وعين البنيان، خصوصا وأن تلك المناطق ساحلية فقد كان بالامكان أن تستقطب عددا أكبر من الذي تستقطبه بوجود هذه البيوت. وفي سياق آخر للمتحدثين الذين التقت بهم الجزائرالجديدة ذكروا أنهم في كل مرة يودون الذهاب للتمتع بزرقة المياه، غير أن انعدام البيوت الشبانية يوقفهم ويجعلهم يضبطون عقارب الساعة خوفا من المبيت في العراء، وحتى غير المقيمين بالعاصمة أوضحوا للجزائر الجديدة أنهم يودون قضاء أيام في العاصمة، لكن ليس باستطاعتهم فعل ذلك بسبب انعدام المنشآت، كما أن الكراء في الفنادق يكلفهم غاليا خصوصا بالنسبة للطلبة وسواء كان الهدف هو المتعة أو قيام دراسة إلى أنهم لا يمكنهم تخطي الواقع الذي يفرض عليهم عراقيل لو توفرت بيوت الشباب لما كانت موجودة. وقد تساءل بعض الشباب عن سبب عدم إنجاز مثل هذه المرافق، خصوصا الطلبة المقيمين خارج الولاية مثل تيبازة التي تتوفر على 200 سرير، وتيزي وزو التي تتوفر على أكثر من 250 سرير في بيوت وزعت في مختلف دوائرها على الرغم من نقص الكثافة السكانية بها. من ناحية أخرى طالب شباب العاصمة وأخرى أن تتوفر على مثل هذه البيوت في كل بلدية ودائرة، حتى يتسنى لهؤلاء اكتشاف ما لم يكتشفوه وتطوير ما يودون تطويره من خلال تشجيع المسؤولين الذين يبقى الأمل فيهم لإنعاش السياحة بالجزائر العاصمة، والتي بدأت ملامحها في السنوات الأخيرة تندثر وهذا حتى لا تنقرض وتصبح العاصمة قطب عملي فقط.