المار إلى مدينة الدواودة بولاية تيبازة حتما ستستوقفه الطريق الرابطة بين هده الأخيرة و مدينة بوفاريك ليس ليشاهد منظرها الذي اعتاد إليه على اعتبار أن منطقة تيبازة جميلة و ساحلية و لكن صياح الديك هو ما يجعله يتوقف لبرهة لمشاهدة تلك المشاهد حيث تعد القطب رقم واحد في بيعه سواء كان الديك حيا أو ميتا غير أن الملفت للانتباه من كل هدا هو طريقة بيعه و ذبحه و كيفية بيعه للمستهلكين الدين لربما لا يهتمون بشرائه بقدر ما تهمه الأسعار المنخفضة و أن المستهلك أصبح يلجا لكل ما هو رخيس بالنظر إلى الارتفاع الفاحش للأسعار . تهافت منقطع النظير وسط جو من صياح الديك الرومي ففي خلال جولتنا التي قادتنا إلى هناك بعد الفضول الذي انتابنا‚ اكتشفنا من خلالها أسرار عديدة عن عالم بيع الديك الرومي بالدواودة ... سيارات تحمل الأرقام من مختلف الولايات تقصد المنطقة للتلدد بطعم ” الداندو” كما يسميه البعض و جوانب الطريق ممتلئة عن آخرها بالمركبات بغية شرائه. كما أن العديد من الأسر و العائلات تقصد المكان لاختيار العريس المناسب عفوا الديك المناسب و هم في حالة الصراخ القصوى ‚ حتى أن بعضهم ألف المكان و أصبح يقصده كل اسبوع‚ يقول” م. م ”انه يأتي كل نهاية أسبوع ليشتري كمية من الديك الرومي بعدما نفد منه الكمية الأولى , و قد وجد في دلك المتعة التي تجمع بين جمال الطريق و الأسعار المنخفضة كما أن البعض الآخر يأتي في مختلف المناسبات على غرار الإعراس و الحفلات و الأعياد و شهر رمضان اد أنهم يفضلونه على اللحم الذي يبقى سعره مرتفعا ولا يقوى” الزوالي” على شرائه مقارنة باسعار الديكة التي تبقى في متناول الجميع حسبهم و المتراوحة بين 200دج إلى 300 دج للكيلو غرام الواحد. عروض للبيع على الهواء الطلق جولتنا لا تزال مستمرة عبر مختلف نقاط البيع ‚و التوافد لا زال كبيرا من مختلف المدن المجاورة البليدة بوفاريك, الجزائر‚ بومرداس ‚عين الدفلى و الشلف و حتى أهالي تيارت صنعوا الحدث بالسوق دون دراية بالخطر الكبير الدي يحدق بهم ... لحوم تدبج داخل مذابح صغيرة لا تتوفر على أدنى شروط النظافة و لا تحترم مقاييس المعمول بها في المذابح كما انها تقطع بطرق عشوائية و تعرض للبيع على الهواء الطلق دون واقيات سوى البعض من يملكها بشكل” التيندات” المعلقة فوق دكاكينهم أما آخرون فلم يجدوا سوى تركها تحت أشعة الشمس الحارقة تعرض على المستهلكين بالإضافة إلى الروائح المنبعثة على بعد أمتار طويلة بسبب انعدام النظافة خاصة في الموقع التي تتواجد به الديكة الحية اد تحشر مع بعضها البعض في جو من العفن و المرض و الرائحة النتئة التي لا تحتمل التوقف في دلك المكان أو لدقيقة واحدة . بعض المتوافدين عليها أكدوا في حديثهم أنهم اعتادوا على الأمر و البعض الآخر الدين استوقفتهم ”الجزائر الجديدة ”و هم على متن سيارتهم اعتبروا الوضعية خطرة لصحة الانسان و مضرة بالمحيط لان السوق الشبه المغطى أعطى صورة قبيحة بالمنطقة غيرت منظرها . كما أنها زادت من اختناق الطريق و كسرها اد تحولت إلى حفر مكونة بين كل جانب و آخر بسبب حركة المرور الكبيرة التي تعرفها طوال السنة و بالخصوص في أيام العيد و المناسبات و شهر رمضان الذي لم يبقى له أشهر قليلة أين تعرف المنطقة اندفاعا قويا من قبل المواطنين الدين لا يحبون أكل اللحم و يفضلون تناول الديك الرومي الأسطورة تحكي قصة و الواقع يحكي قصة أخرى مقطع خيرة الأسطورة بتيبازة التي كانت في وقت من الأوقات مركز عبور خطير خلال طيلة سنوات الجمر و منطقة شاهدة على أسطورة كبيرة لعجوز كانت تقيم بالمنطقة و تحمل العصا على طول الطريق واقفة على المارين حتى تضربهم مطالبة بعدم المرور . الآن أصبحت تكتظ بالمارين و بالمتوافدين ...و أصبح سوق اللحوم يحتل الصدارة في هدا الصدد , طالبوا السلطات المحلية بتوفير سوق مغطى حفاظا على صحة المستهلك و سلامته من الأمراض و حفاظا على تلك اللحوم التي اعتبرها القاصدين الطلب الأول على المائدة سواء من قبل كبار السن‚ و حتى صغارهم أتوا ليتلددوا بطعم الديك الرومي و البعض الآخر قدم ليرى شكله و صياحه وقد استوقفنا الطفل حمزة القادم من مدينة بومرداس رفقة والديه ليشترى ديكا روميا صغيرا كي يلعب معه و يربيه حسب ما قاله ليكبر و يذبحه و يأكله .