يثير الإعلان عن قوة عربية عسكرية مشتركة لمحاربة "المجموعات الإرهابية" شكوك المراقبين حيال تشكيلها في وقت سريع، فضلا عن فرصها في التحول إلى واقع. إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية عن إنشاء هذه القوة المشتركة وإعطاء الدول الأعضاء مهلة أربعة أشهر للاتفاق على تشكيلتها وأهدافها وقواعد الاشتباك. وقال فريدريك ويري، من معهد كارنيغي للسلام الدولي، إن "مفهوم قوة عربية مشتركة حقيقة يتعلق بالطموحات أكثر من الواقع"، مضيفا أنها تواجه تحديات عملية وغياب الثقة بين الدول العربية وانعدام التدريبات الحقيقية". والمسائل التي تحتاج إلى حل عديدة. فكم من الدول التي يبلغ عددها 22 دولة في الجامعة العربية ستشارك في القوة؟ وكم من الرجال سيتم حشدهم؟ وبأي أسلحة؟ وما هي قواعد الاشتباك؟ وهل ستكون هذه القوة دائمة تحت قيادة مشتركة كما هي الحال في حلف شمال الأطلسي؟ وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي من مدرسة راجارتنام للدراسات الدولية في سنغافورة "لا أعتقد أن هناك شيئا ملموسا في الإعلان عن هذه القوة. ورغم إظهارهم الوحدة، هناك خلافات كبيرة بين العرب وهذا واضح من خلال الأزمة اليمنية". بدوره، قال ماتيو غيدير، خبير العالم العربي في جامعة تولوز الفرنسية، إن مشكلة القوة العربية، هي أنه قد ينظر إليها كقوة عربية سنية، ما يحتم عليها أن تبرهن أن تحركاتها لا تمليها الاعتبارات الطائفية، إنما الإستراتيجية والإنسانية". وأضاف أن "بعض الدول ترفض كل تدخل في شؤونها الداخلية وتعتبره اعتداء على سيادتها الوطنية". أما آرون ريس من معهد دراسات الحرب في واشنطن، فقال إن التحالف الذي يتدخل في اليمن، يعطينا فكرة جيدة حول ما قد تكون هذه القوة. فالدول الأكثر انهماكا، أي السعودية ومصر ستكون كذلك في القوة المحتملة". وأضاف "أخشى في هذه الأثناء أن تكون هناك حاجة إلى أكثر من أربعة أشهر لحشد الدول الأخرى التي وعدت بتقديم المساعدة".