لن يكون شهر ماي "عاديا" بالنسبة لحزب " الأفلان" عموما، ولأمينه العام عمار سعداني على وجه الخصوص، هذا الأخير الذي يجد نفسه في حرب مع الوقت، بعد أن حدد نهاية شهر ماي موعدا لعقد المؤتمر العاشر، وهو الذي كان " يؤكد" في كل مرة أن المؤتمر لن يعقد إلا بعد تعديل الدستور ! حصل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، أمس "رسميا "، على رخصة عقد المؤتمر العاشر للحزب والذي سيكون بتاريخ 28 ،29 و30 ماي بالقاعة البيضاوية، حسب ما نشر في الموقع الرسمي للحزب. وتحاشى المكلف بالإعلام بالأفلان السعيد بوحجة، الحديث كثيرا في هذا الموضوع، مكتفيا بالقول، إن سعداني أودع مؤخرا طلب الحصول على رخصة لدى مصالح ولاية الجزائر لعقد المؤتمر بالقاعة البيضاوية، واستلم الترخيص من مصالح ولاية الجزائر، وأوضح أن سعداني، سيلقي "خطابا مطولا" بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لحرية الصحافة "السبت القادم" يكشف من خلاله عن الكثير من الأمور. وبخصوص عامل الوقت، قال السعيد بوحجة، إنه "لا يشكل عائقا "، أمام قيادة الحزب، فالتحضيرات جارية على " قدم وساق " وكل المشاريع جاهزة وستستدعى لجنة التحضير للمؤتمر، لعقد اجتماع الأيام القليلة القادمة، ودعا جميع الأطراف للمشاركة في إنجاح هذا الموعد. ويوحي تسارع الأحداث في بيت الأفلان، بأن سعداني ذهب إلى السرعة القصوى في الرد على خصومه السياسيين في الحزب بقيادة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم والرافضين انفراد القيادة الحالية للجبهة بالتحضير لانعقاد المؤتمر العاشر، وكلف أعضاء المكتب السياسي وبعض المقربين منه في مقدمتهم محمد جميعي ويحيى حساني والوزير السابق جمال ولد عباس بالإشراف على تنصيب لجان المحافظات التي ستتولى تحضير المؤتمر عبر جميع محافظات الحزب في48 ولاية. في سياق متصل، شكك خصوم سعداني، في صحة حصوله على رخصة لعقد المؤتمر العاشر، وقال القيادي في هيئة الأركان الموحدة بوعلام جعفر، إن قيادة سعداني "تحوز على وصل استلام وليس ترخيصا"، حيث أودع هذا الوصل، أمس، من طرف ثلاثة أعضاء في اللجنة المركزية هم بويفر السعيد حسين خلدون وملوفة محمد الصالح، ويتضمن هذا الوصل، طلب تنظيم اجتماع عمومي، الهدف منه هو عقد المؤتمر العاشر للحزب بالقاعة البيضاوية بتاريخ 30 ماي القادم. وقال جعفر، "إنه لن يكون هناك مؤتمر" إلا في حالة استيفاء الشروط القانونية وتتمثل في إنعقاد دورة اللجنة المركزية وفق الضوابط القانونية والقوانين واللوائح الداخلية للحزب، وقال إن هيئة الأركان الموحدة ستعقد في الساعات القليلة المقبلة اجتماعا طارئا للنظر في هذه المستجدات، وفي حالة ثبوت حصول قيادة سعداني على ترخيص لعقد المؤتمر العاشر للحزب، هدد المتحدث بالاستقالة الجماعية من الحزب، وهو ما ذهب في اتجاهه عضو اللجنة المركزية يوسف ناحت ، عندما قال إن انعقاد مؤتمر الحزب لا يتم بهذه الطريقة، فله ضوابط وقواعد محددة، فاللجنة المركزية هي الوحيدة المخولة بتحديد تاريخ ومكان انعقاد المؤتمر بناء على مضمون المادة 51 و52 من القانون الأساسي للحزب. ومن جهته، قال منسق حركة التقويم والتأصيل عبد الكريم عبادة في تصريح ل "الجزائر الجديدة " إنهم ضد عقده، فالمؤتمر الذي يدعو إليه سعداني هو "مؤتمر غير شرعي"، ولم يستبعد عبد الكريم عبادة إمكانية التنسيق مع الأجنحة الأخرى كهيئة الأركان الموحدة كونهم يقفون على نفس الموقف.