أوقفت مصالح الأمن الفرنسية أربعة شبان، يُعتقد أن من بينهم جزائريين، بتهمة حرق العلم الفرنسي الأسبوع الماضي في بلدية فيل نوف بمنطقة فال دو مارن وسيعرض هؤلاء على قاضي التحقيق والمحاكمة نهاية جويلية القادم. الأشخاص الأربعة مشكوك في أنهم كانوا وراء حرق العلم الفرنسي والتنكيل به ونزعه من الصواري المخصصة له وتعويضه بعلم جزائري مرفوع على بلدية فرنسية مباشرة بعد لقاء المونديال بين المنتخب الجزائري ونظيره الانجليزي والذي انتهى بالتعادل الأسبوع الماضي، وحدث ما حدث في البلدية الفرنسية المذكورة في قمة النشوة الرياضية بتحقيق الخضر لنتيجة اعتبرت مرضية في حينها قبالة منتخب عريق مثل المنتخب الانجليزي. وقالت الشرطة الفرنسية الأسبوع الماضي إن مجهولين أحرقوا ليلة الأحد إلى الإثنين العلم الفرنسي المنصوب على بناية بلدية " فيل نوف سان جورج " وعلقوا بدله العلم الجزائري. وأوضحت الشرطة الفرنسية أنها اكتشفت الأمر صبيحة الإثنين، وقد تقدمت رئاسة البلدية المعنية بشكوى إلى وكيل الجمهورية ضد مجهولين. وشرعت الشرطة الفرنسية، مباشرة بعد الحادثة في البحث عن المتسببين في هذه الحادثة، وقالت إنها ستتقفى أثر من " تشك " في أنهم وراء حرق العلم الفرنسي. وقالت مصادر إعلامية فرنسية إن الحادثة جاءت مباشرة بعد هزيمة المنتخب الجزائري في أول لقاء له في مونديال إفريقيا ضد المنتخب السلوفيني والذي انتهى بنتيجة 1 مقابل صفر، وحاولت توجيه الاتهام إلى شباب جزائريين بالنظر إلى أن العلم الجزائري عوّض العلم الفرنسي على سطح بلدية فرنسية. وأصدر رئيس الجبهة الوطنية، جون ماري لوبان، المعروف بعدائه للمهاجرين العرب والجزائريين خصوصا، بيانا شديد اللهجة قال فيه إنه ينتظر ب" فارغ الصبر" رد فعل قوي وإدانة من المجالس البلدية الفرنسية تجاه " هذا العمل الخسيس " و" الاحتقار الذي تعرضت له الجمهورية ". وقال لوبان أيضا:" هذا استفزاز وإرادة سياسية معلن عنها من طرف مرتكبي هذه الجريمة" مضيفا " يريد هؤلاء أن يسودوا وسيبسطوا سيطرتهم على بلدياتنا، بل على بلدنا"، ودعا لوبان إلى ملاحقة مقترفي هذا الفعل وتسليط عقوبات "مثالية" عليهم. وجاء رد فعل لوبان السريع على الحادثة على خلفية النظرة التي يحملها صاحب مقولة "فرنسا للفرنسيين". ويُذكر أن العدالة الفرنسية عاقبت لوبان بغرامة مالية بعد اتهامه بالعنصرية وإطلاق عبارات تفرقة ضد خمسة مهاجرين جزائريين، بالإضافة إلى حكم آخر حظر على الجبهة الوطنية تعليق ملصقات ربط فيها حزبه بين الإرهاب والإسلام كما أساء فيها للعلم الجزائري. ويسعى لوبان إلى " تطهير" فرنسا من المهاجرين الجزائريين بما فيهم أبناء الجيل الثالث، ويطالب بفرنسا للفرنسيين فقط، غير ان دعواته لم تجد رواجا في الأوساط السياسية التي وصفت دعواته ب"المبالغة والهذيان".