عاد التجوال السياسي داخل البرلمان بشكل ملحوظ، منذ افتتاح الدورة الخريفية في الثاني سبتمبر الماضي، مع تسجيل استقالات عديد النواب من تشكيلاتهم الحزبية التي أوصلتهم إلى الهيئة التشريعية، والتحاقهم بأحزاب أخرى. تميزت الدورة الخريفية الجارية للبرلمان بغرفتيه بتخلي العديد من المنتخبين بالمجلس عن ألوانهم السياسية وانضمامهم إلى أخرى، بعضها محسوب على أحزاب الموالاة، والبعض الآخر لا تمثيل له في ذات الهيئة، ما يطرح علامات استفهام حول أسباب ومبررات ذلك. فإذا كان حال انسحاب نائبين عن حزب التجديد عن ولايتي ورقلة وإدرار، وانضمامهما إلى المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني لأسباب مرتبطة بمشاكل داخل" البيارا"، المنقسم بالى ثلاثة أجنحة متصارعة، فان الأمر ليس كذلك بالنسبة لنائبين آخرين استقالا مؤخرا من المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء، ويتعلق الامر بكل من سميرة براهيمي، ونعيمة ماجر، هذه الأخيرة التحقت عقب تخليها عن التكتل الخضر بالكتلة السياسية لتجمع أمل الجزائر"تاج"، الذي يرأسه وزير السياحة وتهيئة الإقليم، عمار غول، ولم تدم مدة بقائها في الحزب الذي فضلت الفرار إليه سوى فترة قصيرة، حيث غادرت هذا الأخير، وبررت ذلك بعدم تجانسها مع سياسة "تاج" الذي اعتبرته من الأحزاب السياسية التي تنحصر مهامها في المدح والثناء للحكومة دون آن ينتقد يوما أداء هذه الأخيرة، ولا تزال إلى حد الآن تبحث عن تشكيلة سياسية تحتضنها مجددا. بينما النائب سميرة براهيمي عن تكتل الجزائر الخضراء، مترددة بشان عروض تلقتها من "الافلان والارندي"، وان لمحت الى إمكانية الالتحاق بالحزب العتيد، إلا أنها لم تقرر بعد، وقالت في تصريح ل"الجزائر الجديدة"،" إن مبررات انسحابها من التكتل الأخضر تعود إلى تبني هذا الأخير سياسة الرفض ومعارضة مشاريع القوانين ومبادرات الحكومة وانتقادها دون طرح بدائل". من جهتها، النائب بالبرلمان عن حزب التحالف الوطني الجمهوري، نسيمة.ع، التي استقالت قبل أيام مع زميل لها من "الانار" الذي يرأسه الوزير السابق للجالية الوطنية في الخارج، بلقاسم ساحلي، بررت ذلك بإصرار رئيس حزبها على الاستجابة لمطالب وانشغالات المواطنين، وتكليف النواب بالمهام التي ليست من صلاحياتهم، ناهيك عن اجبارهم على دفع أكثر من 40 ألف دينار شهريا، مبلغ الاشتراكات في الحزب، إضافة إلى أشياء أخرى فضلت التكتم عليها، ما دفعها برفقة نائب آخر من نفس الحزب لمغادرة التحالف الوطني الجمهوري، والالتحاق بحزب طلائع الحريات لعلي بن فليس، وقالت إنها اختارت هذا الأخير عن قناعة.