تواجه العديد من دواوير وقرى بلدية مسلمون، الواقعة غرب ولاية تيبازة، ظروفا اجتماعية صعبة، حرمتها من العيش الكريم بسبب غياب المرافق اللازمة ما دفع بالسكان إلى الهجرة، منذ سنوات العشرية السوداء، بسبب ما مرت به المنطقة وما عاشه السكان الذين اجبروا على ترك ممتلكاتهم ومواشيهم بحثا عن الأمن والاستقرار. وتعيش أزيد من 300 عائلة، تتوزع عبر مختلف الدواوير، على غرار عمارشة، شماين وبويعلى، داخل أكواخ قصديرية وسط المدينة حيث تغيب فيها أدنى شروط العيش الكريم وفي مقدمتها الغاز والكهرباء ناهيك عن القمامات المترامية بين المنازل، حيث تسببت في انتشار البعوض، الحشرات السامة، والفئران، في ظل غياب اهتمام السلطات المحلية التي لم تأخذ بعين الاعتبار مشاكل سكان المنطقة -حسب ما جاء على لسان ممثليهم- والذين أكدوا في حديثهم ل"الجزائر الجديدة" أنهم يعانون الأمرين جراء إهمال الجهات الوصية لمطالبهم الاجتماعية، مطالبين بضرورة الالتفات إليهم وإدراج أحيائهم ضمن قائمة الأحياء المتضررة من الناحية الاجتماعية والتنموية . كما يعاني السكان، من أزمة نقل حادة حرمت العديد من سكان المنطقة من التنقل بحرية خاصة التلاميذ والطلبة، حيث يضطر الكثير منهم الى اقتناء وسائل نقل بسيطة من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، وفي الفترة المسائية لا يجد الطلبة، خاصة البنات، حلا سوى اقتناء سيارات الأجرة التي أثقلت كواهلهن ما دفع بالكثير منهن إلى التوقف عن الدراسة خوفا من الاعتداءات التي قد يتعرضن لها وسط الطريق المليئة بالمزارع و الأحراش والطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة . وفي سياق مماثل، لا تزال بعض الدواوير بالبلدية، تنعدم فيها قاعة العلاج، وحتى إن وجدت، في البعض منها، فإنها لا تتوفر على أبسط الأدوية، إذ يتنقل المرضى، في ظل غياب مراكز العلاج، إلى البلديات المجاورة كقوراية أما في الحالات الاستعجالية كالولادة فإنهم يتوجهون إلى مستشفى سيدي غيلاس الذي يبعد عن المنطقة بحوالي 20 كيلومتر، فكم من حامل فقدت جنينها بسبب تأخر الولادة.