دعت أحزاب المعارضة إلى ترك الصراع السياسي الداخلي جانبا، والحرص على أمن الوحدة الوطنية من "الموت القادم من الشرق" واسمه "داعش"، خاصة بعد ما حدث على الحدود الشرقية، إثر حادثة وادي سوف واسترجاع الجيش منظومات صواريخ أمريكية موجّهة. وقال الوزير السابق والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني ل"الجزائر الجديدة": "يبدو لي أن الظرف الحالي لا يتحمل التراشق السياسي الداخلي، وما يحمله من عبارات الشتم، على الجميع أن يدركوا أن الجزائر ملكية الجميع، وحينما يتهددنا الخطر الخارجي الكل يدفع الثمن، ولهذا لابد من تأجيل الخلافات السياسية وتعليقها إلى إشعار آخر، لابد أن ننصب اهتمامنا على بناء ورصّ الصف الداخلي لمواجهة الخطر الأمني المحدق بالبلاد". وتابع أبوجرة "نحن اليوم أمام وضع ظرفي يتعلق باستقرار البلاد لكنه لن يدوم طويلا، وبعد تجاوزه لابد من التفرغ لأخطار داخلية، منها خطر انهيار أسعار المحروقات وخطر توتر الجبهة الاجتماعية"، وأضاف "لما يكون الوطن بخير يليق بنا التنافس السياسي الداخلي". ودعا الأمين العام السابق لحركة النهضة فاتح ربيعي في إتصال هاتفي، إلى معاضدة القوات الأمنية في الحدود، والوصول إلى توافق وطني يعزز أمن البلاد من أي خطر أجنبي يعبر حدودها، وهو ما "يفترض على الموالاة والمعارضة أن تتفق في تصدّيها لكل تهديد خارجي للجزائر". وأضاف ربيعي "عهدنا وجود مفارقات في الجزائر، هناك مزايدة من السلطة في الحرص على الوحدة الوطنية بغية احتكارها، ويفترض على الجميع الحرص على تجاوز ويلات الربيع العربي التي شهدتها البلدان الجارة"، وتابع "المعارضة ترفض العمل خارج القانون، هي مؤسسات رسمية دستورية مثلها مثل الموالاة وتحرص مثلها على استقرار البلاد بكل ما أتيح لها من وسائل، الجزائر محطّ أنظار ومثلما لها أصدقاء تملك أيضا أعداء، أما الفوضى فهي لا تستأذن الدخول في ظل وجود قوى إقليمية تدفع لعدم الاستقرار بقدر عدم تحكمنا في أوضاعنا". وقال محمد حديبي "إن الجزائر مهددة منذ فترة معتبرة بالمخطط الخارجي لإدخالها في وحل الإرهاب، الذي لم ينتهي فصوله لحد الآن، خاصة وأن الجزائر ثابتة على مواقفها إزاء القضايا الدولية والإقليمية"، في إشارة منه للمعضلة الليبية. وفي سياق ذي صلة دعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، المواطنين للتعاون مع الجيش لإجهاض مخططات الأعداء في الضفة الأخرى، محذرا من نتائج تمسك السلطة باتخاذ قرارات مصيرية أحادية "إن التشبث بالرأي الأحادي لن يفضي إلى نتائج تؤسس لبناء دعائم الاستقرار". وعلى النقيض، قزّم رئيس حزب "جيل جديد"، سفيان جيلالي من حجم الخطر الخارجي المحدق بالجزائر، ودعا إلى تفريق المسؤوليات بين الأحزاب والجيش الوطني في حماية الوطن، وقال "الشعب صار واعيا بما يكفي ليفهم صعوبة الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، ما دفع بأحزاب السلطة اليوم إلى التحدث عن خطر خارجي في محاولة لتلميع صورتها، كما تحاول في المقابل توريط المعارضة في صورة مشبوهة"، وتابع "لا يمكن للأحزاب التدخل في الجانب الأمني للبلاد وتتلاعب به، كل ما يتوجب عليها أن تقوم بممارسة السياسة بما يكفله لها الدستور، وتدع الجيش لمهمته المخوّلة له دستوريا أيضا". كرونولوجيا 1 ديسمبر 2014، رئيس حزب العدالة والتنمية عبد جاب الله يصرح "أن الجهود التي يقدمها الجيش الشعبي الوطني في محاربة الجماعات الإرهابية "داعش" غير كافي". 31 جويلية 2015، رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة يدعو لليقظة والتعاون من اجل التصدي إلى داعش. 5 مارس 2016، رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري يدعو لدعم الجيش الوطني الشعبي للتصدي لتهديدات "داعش". 5 مارس 2016، الأمين العام لحركة النهضة "الجميع مدعو للتعاون مع الجيش الوطني الشعبي". 15 ديسمبر 2015، رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس يؤكد: "واجهنا الإرهاب المحدق بالجزائر بفضل يقظة الجيش الوطني الشعبي". 13 مارس 2016 الأمين لحركة النهضة محمد ذويبي ينفي أن تكون أحزاب المعارضة غير مبالية بما تعيشه الجزائر من تهديدات أمنية على الحدود.