تحولت أعراس الجزائريين لمنصة لعرض الأزياء، نساء همهن الأكبر مظهرهن وعدم ارتداء فستان سبق رؤيته في مناسبة سابقة، بل إن بعضهن يفضلن عدم تلبية الدعوة، لعدم استطاعتهن شراء فستان واكسسوارات جديد يواكب أحدث صيحات الموضة، نعرض عليكم وجهة نظر جزائريات عن هذا الموضوع، ولماذا هو ضرورة بالنسبة إليهن، بعيدا عن الغرض الحقيق التي وجدت لأجله الدعوة؟ هي مناسبة نتحدث فيها عن أعراس الأمس حينما كانت مناسبة تنتظرها العائلات الجزائرية والمرأة خصوصا للظفر بساعات تلتقي فيه قريباتها، تتقاسم معهن أحلى الأوقات وأجمل اللحظات، بغض النظر عن نوعية اكسسوارتها أو قيمة فستانها، ليصبح عرس اليوم منصة لعرض أخر صيحات الموضة ومنافسة شرسة لا مكان فيه للبسطاء. منافسة لأحدث صيحات الموضة أصبحت الأعراس بالنسبة للكثيرات إلى مناسبة لعرض أجمل الفساتين ومنافسة للتسابق للظفر بأجمل تسريحة وإطلالة النجمات بعيدا عن القيم الحقيقية والغرض من تلبية الدعوة، تقول جوهر،26سنة، طالبة جامعية: " كثيرة هي المناسبات الاجتماعية والأعراس التي ادعى لها ولكنني، ورغم شوقي الكبير للمشاركة بالحضور اعتذر بحجج واهية مثل كوني مريضة او غير ذلك، ولكن الحقيقة غير ذلك فليس لدي ملابس جديدة تليق بالمناسبة وتضيف اسماهان،43سنة، موظفة، أنها مجبرة على اقتناء الكثير من الفساتين بأسعار باهضة، فهي لا تستطيع ارتداء فستان رأوه من قبل، لتجد نفسها قد أنفقت كل رواتبها على ما ترتديه، إضافة للإكسسوارات التي هي الأخرى باهضة الثمن. وهناك من تجد خلاصها في الاستعارة كما تعتمد كثيرات على استعارة ملابس لحضور عرس أو دعوة فرح، ولا يتجرأن لحضور المناسبة بفستان سبقت وإن ارتدته، تقول عفاف، 36سنة، أنها تعتذر عن حضور بعض المناسبات إذا لم تتوفر لديها الملابس المناسبة أوالاكسسوارات، ولكنها تضطر في الكثير من المناسبات إلى استعارة فساتين بعض صديقاتها،وتضيف بسمة،25سنة:" مرة استعرت فستانا من صديقة لحضور مناسبة خطوبة لإحدى الفتيات، وفوجئت حينما حاولت إحداهن إحراجي أمام الجميع بأنه ليس فستاني"، كما تحرص سارة ،26 سنة، على شراء فستان جديد، وإن لم تتمكن من فعل ذلك تفضل البقاء في المنزل وعدم الذهاب للحفلة، بسبب الفستان الذي ممكن أن تكون المدعوات قد شاهدنه عليها، وتبرر السبب: "لا أقبل تكرار فساتين الأعراس حتى لو كان جميلاً ومناسبا" يمتنعن عن قبول الدعوة بسبب فستان تزايدت في الآونة الأخيرة اعتذار كثير من الفتيات عن الحضور إلى الأعراس والمناسبات العائلية، بسبب عدم توفر الملابس الجديدة لديهن او حتى والاكسسوارات المناسبة، فبالنسبة لهن جدير أن تعتذر بطريقة لبقة ومناسبة من أن تحضر هذه المناسبة وهي غير مستعدة بالملابس أو الاكسسوارات، في البداية تخبرنا رميساء،42سنة، أنه من الاستحالة أن تذهب لمناسبة بفستان سبق وان ارتدته من قبل، وترجع وجهة نظرها إلى مناسباتها القليلة، حيث إنها ليست ممن يدعى إلى الحفلات والأعراس بشكل مستمر"، مضيفة أنها تحرص أن لا تكرر لبسها مرة أخرى، حتى لا يراها الأُخريات على أنها غير مقتدرة ماديا، ، وتروي حسيبة،37سنة، أنها معذورة في عدم تكرار لباسها في المناسبات، كونها لا تشتري فساتين باهظة الثمن في كل مناسبة، وأشارت إلى ان النساء في سباق مع الموضة ولا تستطيع الفتيات اللحاق بالموضة مهما كانت إمكاناتها المادية، وأنا ومن خلال تجربتي أن تكون الفتاة عقلانية في حسن اختيار ملابسها، بحيث تستطيع تغييرها بصورة متجددة وتتيح التغيير والتجديد باستمرار، أما الاكسسوارات فبالإمكان حلها لوجود العديد من الخيارات. نساء يرفضن التبذير والانسياق نحوى الموضة هن نساء يؤمن بان قيمتهن لا تنحصر في فستان ترتدينه أو اكسسوار ثمين، يرفضن إنفاق مبالغ باهضة في سبيل فستان لا ترتديه سوى سويعات قليلة من عرس، وبالمقابل يرفضن التضحية بميزانية خططن لها لشهور عديدة في سبيل الانصياع نحو الموضة أو المظاهر، عائشة،38سنة، متزوجة وموظفة، وجدناها بفستان بسيط في حفلة خطوبة دون شعورها باي حرج أو ارتباك، تقول: الحمد لله ظروفي لا بأس بها، ولكنني لا أحب التبذير فإذا كانت المناسبة مهمة احضرها إما إذا كانت المناسبة ليست مهمة بالنسبة لي فانا اعتذر توفيرا عن شراء او تفصيل فستان لهذه المناسبة، وأنا دائما احرص على ان تكون ملابسي عملية، وبالإمكان تجديدها، وأضافت انا ضد ان لا تستفيد الفتاة من ملابسها السابقة فبالإمكان تطويرها وتجديدها ، وتقول لقد شاهدت مرة في إحدى القنوات العالمية تقريراً عن كيفية استفادة الفتيات في بعض الدول من ملابس "البالات المستوردة" من أوربا وكيف تتفنن فتيات هذه الدول في تجديدها وتطويرها بصورة مدهشة، واشارت إلى ان الفتاة في بلادنا لاتفكر في كيفية الاستفادة من مالديها من ملابس ولاتحسن اختيار الأشياء والاكسسوارا التي تفيدها في المستقبل، من خلال إضافة او تغيير شيء فيها، ونحن وللآسف فتيات استهلاك ليس الا، وحال وجود مناسبة لدينا نحتار كيف نتصرف، فليس كل الفتيات لديهن المال الذي بسرعة ينهي مشكلة فستان السهرة أو حفلة الخطوبة. سيدات العالم بسيطات في ملابسهن وأناقتهن واستكمالا لرأي هؤلاء الفتيات توضح أخصائية اجتماعية ضحى .ي عن هذا التقليد الجديد في مجتمعنا بأنها ظاهرة معاشة، وتعاني منها البعض من نساء وفتيات المجتمعات خصوصا العالم العربي، فالمظهر والرغبة في الظهور بصورة مثالية وأنها الأفضل والأحسن تدفع ببعض النساء أو الفتيات المبالغة في الاعتقاد أو التصور ان قيمتها وتقديرها لا يتحقق إلا من خلال الملابس أو الفساتين، فلو نظرنا مثلا إلى السيدة الأولى في ألمانيا فملابسها عادية جدا، وبعيدة عن التفاخر بل أنها ملابس تتسم بالبساطة وحتى الجمال، فليس بالملابس يقدرك البعض أنما بشخصيتك وببساطتك وتميزك.