وتجمع أمس العشرات من المحامين أمام محكمة عبان رمضان وسط العاصمة، للاحتجاج ضد ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة. ورفع أصحاب الجبة السوداء شعارات كتب عليها " لا للخامسة " و " للدفاع عن المواطن " و " الشعب يريد احترام الحريات "، حاملين الرايات الوطنية بين أيديهم. وندد المحتجون بالمقابل ب"الاعتقالات التي تعرض لها عدد من المحامين في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها حركة " مواطنة " أمس الأول بساحة " أودان "، أبرزهم الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامي مصطفى بوشاشي، والمحامية زوبيدة عسول ليتم إخلاء سبيلهم فيما بعد" . وحاول المحتجون تحويل وقفتهم على مسيرة تنطلق من بهو المحكمة ، غير أن أعغوان الأمن المنتشرين أمام بوابة المحكمة منعوهم من ذلك.والتحق أساتذة جامعيون بركب الرافضين لترشح بوتفليقة ، واصدروا بيانا يؤكدون فيه "انحيازهم للإرادة الشعبية".وجاء في البيان : " نحن الجامعيين والمثقفين، ننطلق من قناعة أن وضوح المواقف والشجاعة الفكرية يكسبان في هذه اللحظات التاريخية المفصليّة من مستقبل الجزائر، لا يحق لنا كجامعيين ومثقفين تفويت فرص التحوّل الاجتماعي والسياسي على مجتمع يصبو أفراده للعيش معا في كنف الحرية والكرامة والرقي، والاعتراف بهم كمواطنين ينتمون إلى مجموعة وطنية متناغمة في اختلافاتها الثقافية.ومن بين الموقعين ال 29 على البيان، رضوان بوجمعة، خولة طالب الإبراهيمي، عبد العزيز بوباكير، محمد هناد، ناصر جابي، شريف دريس، لويزة دريس آيت حمادوش، زوبير عروس وغيرهم. ووجه الموقعون على البيان "نداء إلى الجامعيين والمثقفين الأحرار والشرفاء، للتعبير عن تلاحمهم وانصهارهم في مسيرة التغيير التي يطالب بها المجتمع، للانعتاق من قيود نظام التسلّط والحقرة والريع والرداءة والمحسوبية والفساد، ولدعم إرادة التغيير السلمي التي عبّر عنها الجزائريون في التظاهرات الأخيرة، وعدم الاستخفاف بطموحات المجتمع، وإعطاء أفراده الإمكانيات السياسية لتجنّب الفراغ وتجنيب الدولة عُطالة نظام سياسي منتهية صلاحيته ". وأضافوا : " مسؤوليتنا هي الدفع بالمجتمع ليشق طريقه نحو التحرر والانعتاق، ومن أجل تغيير المنظومة التي أنتجت العنف والفساد والعصبية، والوقوف إلى جانب المجتمع ومشاركته كل أشكال المقاومة السلمية، ندعوه للاستمرار في مسيرته في سلميتها ومدنيتها، وعدم الرد على كل أشكال العنف بالعنف".في نفس السياق، نشر مثقفون وكتاب ومسرحيون وسينمائيون وشعراء، بيانا مطولا أعلنوا فيه عن "انحيازهم إلى صوت الشعب وضميره الحي"، قالوا فيه : "نرفض الاستمرار في مهزلة الديمقراطية المزيفة" داعين على تأسيس "دولة مدنية، ديمقراطية، لكلّ الجزائريين، تحقّق بهم ولهم قيم الحرّية والعدالة والمساواة ".ومن بين الموقعين على البيان، الروائي إبراهيم سعدي والفنان فؤاد ومان والنقاد السينمائي عبد الكريم قادري وغيرهم.وأعلن هؤلاء عن تأييدهم لمقترح إنشاء " مجلس وطني تأسيسي " تنحصر مهامه في وضع دستور ديمقراطي وعرضه على استفتاء شعبي حر، وتحضير انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنشاء الهيئة الوطنية للعدالة والمصالحة".من جهة أخرى، دعا عدد من الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية، الخميس، بساحة الحرية، للتعبير عن "رفضهم لعدم السماح بتغطية التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ يوم الجمعة الماضي وغياب الحياد في معالجة الأحداث السياسية ".