فرنسا وأفريقيا المستباحة عنوان تحقيق تلفزيوني قدمته مؤخرا قناة الجزيرة الوثائقية في حلقتين كشفت عن حقائق ووقائع مرة عن سياسة فرنسا في عدة بلدان أفريقية وهيمنتها عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا بالرضا أو بالقوة بما في ذلك تعيين رؤساء الدول وتنفيذهم لأوامرها وكل من يحاول الخروج عن السياسة المرسومة له يتعرض للتشويه والانقلاب أو الاغتيال وحتى الحروب الأهلية لم تكن فرنسا غائبة عنها فقد كانت تزود المتمردين في منطقة بيافرا بنيجيريا سنة 1967بالسلاح انطلاقا من سفارتها بالغابون وتدخلها في ساحل العاج ورواندا وبوروندي وأفريقيا الوسطى وتشاد ولم يكن المرتزق الفرنسي بوب دينار يعمل من تلقاء نفسه طمعا في المال وإنما كان يتلقى الأوامر من الرئاسة الفرنسية بقصر الاليزيه التي كانت توافق على تحركات جهاز المخابرات الذي ادخل النقود المزيفة لضرب اقتصاد دولة غينيا بقيادة احمد سيكوتوري الذي فضل الاستقلال مع الفقر سنة 1958رافضا الاحتلال الفرنسي. لقد أظهر التحقيق أن فرنسا ما تزال متحكمة في العديد من الدول الأفريقية وتعيين الحكام الموالين لها ودعمهم وحمايتهم والتخلص من الذين يعارضون سياستها في بلدانهم ومازالت 14دولة افريقية تضع احتياطاتها من العملة الصعبة في البن المركزي الفرنسي ولا تستطيع سحب أكثر من 20بالمائة من أموالها حيث قدرت مجلة ألمانية أن فرنسا أخذت حوالي 500مليار دولار من تلك الأموال منذ استقلال الدول الأفريقية عنها سنة 1960بالاضافة إلى الامتيازات التي تحصل عليها المؤسسات الفرنسية والمواد الأولية التي تستوردها منها بأبخس الأثمان لتصنع ازدهارها ورفاهيتها على حساب الشعوب الأفريقية المقهورة والمغلوبة على أمرها. إن مشاهدة التحقيق المذكور الذي استعان معدوه بشهادات شخصيات كانت صانعة لتلك الإحداث بما في ذلك الطيار الذي كان يرمي السلاح ليلا للانفصاليين في نيجيريا وما يقال عن تلقي منظمة بوكو حرام النيجيرية السلاح من فرنسا له ما يؤكده من الوقائع السابقة لأن الفوضى وعدم الاستقرار في صالح فرنسا لتواصل إحكام قبضتها على حكومات وشعوب أفريقيا وتبقى افريقيا مستباحة من قبلها.