تكشف آخر الإحصائيات الواردة من المملكة العربية السعودية بأن ظاهرة التدخين تزداد في الإنتشار بين أفراد المجتمع السعودي المحافظ ورغم الحملات التوعوية والجمعيات المدنية الدينية والإرشادية والأحكام الردعية لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن ناقوس الخطر قد دق منذ سنوات من أجل دراسة حقيقية وأكاديمية لمعرفة أسباب تفشي هذه الظاهرة السلبية والغريب في الأمر أن ثلث المدخنين من النساء الماكثات في البيوت وخلال تواجدي بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة العمرة تفاجأت للكم الهائل من الملصقات والمناشير والمطويات واللافتات التي تدعو إلى التوقف عن التدخين وحتى أنني نسيت نفسي بأنني في أطهر مكان على الأرض في مكة المكرّمة والصورة هذه أخذتها شخصيا بآلتي وهي موجودة عند مدخل الحرم المكي من ناحية الباب الرئيسي والغرابة تكمن أنه وأمام هذه الصورة لا يتردد الكثير من المعتمرين والوافدين على المسجد الحرام لأداء مختلف الصلوات للتدخين وكثيرا ما لاحظت شيوخ وكهول وحتى الشباب يشعلون سجائرهم مباشرة بعد أداء صلاة العشاء ولا تعني مثل هذه الصور واللافتات أي شيء، وفي جريدة المدينة إطلعت على دعوة من جمعية محلية بمكةالمكرمة تدعو إلى التوقف عن التدخين سألت عن مقرها وتواصلت مع رئيسها الحاج محمد آل الشيخ دكتور وداعيه إسلامي وهدأ من روعي حينما سألته عن سرّ هذه الحملة وهل أن التدخين قد فعل فعلته في الشعب السعودي حتى تقوم من أجله كل هذه الحملات فأخبرني بعدما قدم لي كأس شاي بأن التدخين يخفي وراءه المخدرات وتناول »الڤات« وهي أوراق لشجرة خضراء مخدره تزرع في اليمن وكذلك التناول الرهيب للشيشه أو الرنجيلة ورغم الحملات الدعوية إلا أن عدد المدخنين يزداد وأن ثلث المدخنين هنّ نساء ومع الأسف ورغم تكتمهنّ وتواجدهن في مجتمع محافظ ولا يخرجن إلا نادرا فإنهن يمارسن عشقهن للسجارة في بيوتهن وبدون حياء. وكثيرا ما أدى بهنّ الإدمان إلى المصحات النفسية المختلفة منحي الحاج محمد مجموعة من الكتب والدراسات عن هذه الظاهرة ورقم هاتفه وإيمايله للتواصل معه مستقبلا وعند عودتي إلى الفندق وجدت زوجتي في غاية الحيرة وأخبرتني بأنها كانت ضيفة على سيدة سعودية وأخوها متزوج من جزائرية من سيدي بلعباس نعرفها منذ سنوات وأنها رأت العجب العجاب في مجالسهم الليلية حيث تقدم أطباق الحلوي مع الشاي في ليالي رمضان ومعها أنواع فاخرة من السيجارة في صحن كبير يزين مجالس النساء السعوديات في ليالي رمضان الكريم ولأن سرّ البلية ما يضحك فالصورة الأخيرة والتي لا زلت أحتفظ بها تلك المتعلقة بوجود »مقهى حريمي« يمول جدّة أو المركز التجاري بجدة ورغم كثرة سفرياتي وزياراتي للعديد من الدول العربية والإسلامية إلا أنني لم أجد مقهى مخصص فقط للنسوة إلا بالسعودية ومن بعيد شاهدت نساء منقبات وفتيات متحجّبات يتناولن الشاي ويرتشفن القهوة ويستنشقن النرجيلة ويستمتعن بالشيشه وبكل أنواع »المحشل« من يصدق ذلك؟ لكنها صور واقعية وحقيقية ملموسة ومع الأسف في مجتمع إسلامي متدين بإمتياز.