أعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان المتشدد الاسلامي اليمني انور العولقي قتل مع عدد آخر ممن يعتقد انهم اعضاء في تنظيم القاعدة باليمن أمس الجمعة. ولم تذكر الوزارة، في بيانها حول مقتل العولقي، اي تفاصيل او ملابسات موته والآخرين. وأكد مصدر أمني في محافظة مأرب شرقي اليمن مقتل أنور العولقي وستة من مرافقيه في غارة جوية في وقت مبكر من صباح أمس استهدفت سيارة كانوا على متنها في منطقة آل مروان الواقعة بين محافظتي الجوف ومأرب. وذكر المصدر أن عشرات المسلحين القبليين طوقوا مكان الحادث عقب الغارة الجوية. وقد أكد مسؤول كبير في جهاز مكافحة الإرهاب الأمريكي نبأ مقتل العولقي. وقالت مصادر قبلية في اليمن لوكالة فرانس برس إن طائرات أمريكية نفذت الغارة، وإن طائرات لم تعرف هويتها كانت تحلق فوق المنطقة منذ ايام. يشار الى ان العولقي، المولود في الولاياتالمتحدة ويحمل الجنسية الامريكية، يعتبر من ابرز المطلوبين في قائمة الحكومة الامريكية لأخطر الارهابيين. ويقول المراسلون للشؤون الامنية غوردن كوريرا ان مقتل العولقي، اذا تأكد، سيكون له تأثير كبير، لان الاخير له نفوذ على عدد كبير من المسلمين الشباب عبر استخدامه وسائل الاعلام لاقناعهم بالتشدد وحمل السلاح. كما يأتي الاعلان عن مقتله وسط قلق في واشنطن حول تأثير الازمة السياسية المتفاقمة في اليمن على قدرة الحكومة على ملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة والقضاء عليهم. وتعتقد واشنطن ان العولقي يعتبر احد ابرز القياديين في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب. وقد استهدفته غارة للطيران اليمني في 24 ديسمبر 2009 في محافظة شبوة اوقعت 34 قتيلا. لكنه لم يكن متواجدا انذاك في المكان كما افادت اجهزة الامن. كما نجا انور العولقي من غارة أمريكية في اليمن في ماي 2011 بعد أيام من مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية نفذتها قوات خاصة أمريكية في باكستان. وتشتبه واشنطن في ان انور العولقي كان على اتصال بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب منفذ محاولة تفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر 2009 كانت في رحلة بين أمستردام وديترويت. كما تتهم الولاياتالمتحدة العولقي بانه كان يتراسل مع الضابط الأمريكي نضال حسن الذي اطلق النار على قاعدة فورت هود في تكساس في نوفمبر 2009 موقعا 13 قتيلا. أنور العولقي رجل دين مسلم يحمل الجنسية الأمريكية ارتبط اسمه في السنوات العشر الماضية بسلسلة من الهجمات بدءا من هجمات سبتمبر 2001 ومرورا بحادث إطلاق النار في قاعدة أمريكية عام 2009 ومرورا بمحاولة التفجير الفاشلة لطائرة امريكية يوم عيد الميلاد عام 2009 وأخيرا محاولة تفجير فاشلة في نيويورك عام 2010. وفي 30 سبتمبر 2011 اعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل العولقي في غارة جوية بمحافظة مأرب. وقد بدأت رحلة هروب العولقي من الملاحقة الأمريكية بدأت في ديسمبر 2007 حين فر إلى اليمن وانتشرت خطبه ومواعظه على شبكة الإنترنت والتي يقول كثيرون إنها تشجع على ثقافة العنف وتساهم في تجنيد المزيد من الشباب في التنظيمات المسلحة. وضعت الولاياتالمتحدة اسم أنور العولقي ضمن قائمة أكثر الإرهابيين خطورة مايعني أنه كان مطلوبا حيا او ميتا، وتقول واشنطن إنه الزعيم الروحي لما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.ويعتقد أنه كان يختبئ في جبال محافظة شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية. برز اسمه العام 2009 بعد ان تبين انه كان على اتصال وثيق بالرائد نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الفلسطيني الاصل المتهم باطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس ما اسفر عن 13 شخصا في نوفمبر 2009. ودعا العولقي جميع المسلمين في صفوف الجيش الاميركي الى الاقتداء بما قام به نضال حسن. كما يعتقد أنه كان على علاقة مع منفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة امريكية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد 2009 والتي اتهم فيها الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب وقالت مصادر أمريكية إن العولقي التقى في نوفمبر أو ديسمبر من العام 2009 مع عمر فاروق عبد المطلب في جامعة الإيمان باليمن حيث كان الأخير يدرس اللغة العربية. وذكرت مصادر أمنية أمريكية أن عبد المطلب تلقى حينها التدريبات والتلقين النهائي لتنفيذ مهمته، وقد أقر العولقي بأنه التقى الشاب النيجيري ولكنه نفى أي تورط له في المحاولة. وفي أبريل 2010 أعلن مسؤول امريكي ان ادارة اوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الاميركية الى انه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولاياتالمتحدة. وبات ينظر الى العولقي على انه جزء من تنظيم القاعدة، وليس قريبا من فكر التنظيم فقط. وفي ماي 2010 اعترف فيصل شاه زاد وهو امريكي من أصل باكستاني اتهم بمحاولة تفجير فاشلة في تايمز سكوير بنيويورك بأن خطب العولقي كانت ملهمة له بحسب ما قال مسؤول أمريكي. وفي يناير 2011 ، أصدرت محكمة يمنية حكما غيابيا على أنور العولقي بالسجن 10 سنوات لصلته بمقتل مهندس فرنسي. كما اعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في جويلية 2011 أن الزعيم للقاعدة أيمن الظواهري وأنور العولقي على رأس قائمة المستهدفين من قيادات القاعدة بعد مقتل بن لادن. وينتمي العولقي الى طبقة ميسورة في اليمن، فوالده وزير سابق وعميد كلية في جامعة صنعاء. ولد العولقي في 1971 في ولاية نيو مكسيكوالأمريكية، ثم عاد الى اليمن حيث أكمل دراسته الثانوية قبل ان يعود مجددا الى الولاياتالمتحدة لدراسة الهندسة في 1991. وتخرج العولقي مهندسا مدنيا من جامعة ولاية كولورادو ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة سان دييغو بحسب مصدر قريب منه. وخلال سنوات حياته في الولاياتالمتحدة بدأ العولقي بالقاء الخطب في عدد من المساجد في عدة ولايات كما عمل مسؤولا في مؤسسة خيرية تتبع الامام اليمني المتشدد عبد المجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بمجموعات ارهابية.