قدم يوم الجمعة مسرح سكيكدة عرض "ما بقات هدرة" (انتهى الكلام) بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي, ضمن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف, وهو عرض اختار مخرجه وكاتبه محمد شرشال أن يعتمد على الفرجة العالية ومسرح الايماء والمهرج وأدوات سينمائية. تمكن ممثلو "ما بقات هدرة" من صناعة فرجة كبيرة لدى الجمهور, وقد اعترف المخرج انه منحهم حرية وحاول أن يصغي إليهم خلال التحضير للعمل, وهو ما بدا جليا من خلال تحركهم على الخشبة. وقرأ العرض على تأويلات محدودة بمقابل الفرجة المفتوحة, فهو باستخدامه الشرطي الذي يتكمن من منع البقية من الكلام يرتكز على البطش والاستبداد, بينما يؤوّل العطش إلى الفقر إلى الحكمة, في حين أن حضور أحد المهرجين في ثوب شيخ دين يؤول إلى الاتجار بالدين. وتحكي المسرحية لعبة الزمن, حيث يسعى جماعة من الناس إلى التساؤل عن جدلية الزمن من خلال الانتظار الدائم لفصل الشتاء الذي غاب وحل الصيف لوقت طويل, وبالتالي الجفاف, ليبني العرض على سؤال الماء والزمن. وخلال ذلك تتسرب إلى حوار الممثلين عدد من المسائل التي ترتبط بالتدين وبالسلطة وبالرغبة وغيرها, ولا يدور صراع واضح حيث يظهر شرشال شخوصه مستكينين وهادئين بفعل العطش وغياب الأفق.