رمضان شهر القرءان والصيام والقيام والخير الكثير والبركة ومغفرة الذنوب فهو مدرسة للتربية البدنية والروحية فيه يتقوى المسلم بالإيمان الإرادة والعزيمة والصبر الجميل فيترك كل شهوات النفس الأمارة بالسوء ويتجه إلى الله بالطاعة والعبادة ويتحمل الجوع والعطش من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد تعترض الصائم بعض المشاكل والمواقف فتزعجه وتغضبه فينسى انه في عبادة فيطلق لسانه في أعراض الناس بالسب والشتم وقد يصل إلى الاعتداء على غيره بالضرب إن لم يتحول إلى ضحية في ذلك الخصام المشين وقد صادفت نهار أمس رجلين يتخاصمان ويتبادلان التهديدات والشتائم بأقبح الألفاظ وغالبا ما تتكرر هذه الحوادث المؤسفة في شهر رمضان بزعم باطل بأن رمضان أثر عليهم ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي قال له أوصني فقال له ((لا تغضب )) وأعادها عدة مرات وهو الذي لا ينطق عن الهوى. وفي الحديث النبوي الشريف (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) وكلمة الصرعة بضم الصاد وفتح الراء واسم مبالغة من فعل صرع أي غلب وقهر وتفوق ومعنى الحديث أن القوي هو الذي يقهر نفسه ويتحكم فيها و ليس من يتغلب على غيره. وعلينا أن نتعلم من الحراك الشعبي ومسيراته السلمية كيف انتصر على الطغاة بلا سلاح ولا عنف فماذا لو تصرفنا في حياتنا العادية بتلك الأخلاق السامية التي تجلت لدى أبنائنا وننبذ العنف والتطرف بكل أشكاله لنعيش في سلام ومحبة ووئام .