- إجلاء أزيد من 730 حالة جديدة إلى غاية جانفي - المصلحة تنجح في إدماج 420 متشرد أرغمت الظروف الاجتماعية و النفسية الصعبة مئات الشباب و النساء و الشيوخ و القصر على حياة التشرد و العيش في الشوارع و إن اختلفت الأسباب و الدوافع فالنتيجة واحدة، حياة قاسية في محيط أقسى، و توقفت «الجمهورية» في هذا الموضوع عند طرق التكفل و الرعاية على مستوى المؤسسات المتخصصة لاحتواء هذه الفئة بولاية وهران و التي تقتصر على ثلاثة مراكز هي دار الرحمة بمسرغين و مركز المسنين بحي السلام و كذا ثكنة شعبان للعجزة بالمدينة الجديدة، و من خلال زيارات ميدانية متكررة لهذه المراكز لاحظنا الفارق الكبير في التكفل و الرعاية و هذا حسب إمكانيات كل مؤسسة ما دفعنا إلى طرح السؤال على أي أساس يتم إجلاء و توجيه هذه الفئة إلى المراكز المتخصصة؟ الوصول إلى هذه المؤسسات و توزيع المتشردين على كل مركز يتم بعد عدة إجراءات تعقب عمليات جمع و إجلاء هذه الفئة من مختلف شوارع المدينة من خلال خرجات ميدانية تبرمجها مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة بالتنسيق مع اللجنة الولائية القطاعية التي تضم مصلحة النشاط الاجتماعي الممثلة في «سامو سوسيال»و بلدية وهران و مصالح الصحة و فرق الحماية المدنية إلى جانب مصالح الأمن، و تبرمج اللجنة 6 خرجات ميدانية كل أسبوع تنقسم إلى خرجات ليلية لجمع المرضى عقليا و الأشخاص بدون مأوى و تخصص نهارا لجمع المتسولين و المتسولين بالأطفال و يتم يوميا إجلاء 11 إلى 13 شخصا يحولون مباشرة إلى «سامو سوسيال» بحي الأمير خالد «اكميل». بحث إمكانية الإدماج العائلي في المرحلة الأولى و للإجابة عن مختلف الاستفسارات المطروحة اتجهنا إلى مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة و رافقنا الفريق في بعض إجراءات التكفل التي تختلف بين فئات المتشردين و المتسولون، و أردنا في موضوعنا هذا التركيز على الأشخاص المتشردين بعد إجلاءهم إلى «سامو سوسيال» كأول مرحلة، و بعد عمليات الجمع يحول الأشخاص المتشردين مباشرة إلى مركز الاستقبال لدى المصلحة حيث تقدم لهم وجبات ساخنة بعد الاستحمام و تغيير الملابس المتسخة و بعدها يلقون المرافقة و المتابعة من قبل الفريق المتخصص المكون من أخصائيين نفسانيين و اجتماعيين يقومون بدراسة حالة كل شخص و بعد 72 ساعة من الإقامة داخل المركز تتخذ الإجراءات اللازمة التي وضحها رئيس مصلحة السيد أحمد بن محمود و المتمثلة في دراسة إمكانية الإدماج العائلي كخطوة أولى، و قد نجح الفريق البيداغوجي في إدماج عدد كبير من المتشردين و إعادتهم إلى عائلاتهم بالاعتماد على آليات الإدماج المتمثلة في استعمال الوساطة الاجتماعية المتمثلة في تدخل «إمام..»، مع محاولة حل المشاكل العائلية، كما تضمن المصلحة المتابعة المستمر للعائلة بعد التأكد من عوزها و حاجتها للإعانة و هذا بدعمها بالأثاث الضروري و الأجهزة و كذا الإعانات الغذائية. التوجيه إلى المراكز المتخصصة على أساس السن و في هذه المرحلة ذكر أيضا رئيس مصلحة «سامو سوسيال» أنه يتم تحويل الأشخاص المتشردين القادمين من خارج وهران و الذين يمثلون 75 بالمائة من الحالات إلى مديريات النشاط الاجتماعي بولاياتهم، و في حال فشل محاولات الإدماج العائلي يتم توجيه الأشخاص إلى المراكز المتخصصة على أساس السن حيث يوجه الأشخاص الأقل من 59 سنة إلى ديار الرحمة و الأشخاص فوق سن 60 سنة إلى مركزي العجزة بحي السلام و المدينة الجديدة، و أكد مصدرنا أنهم يقومون غالبا بتوجيه الحالات إلى مركز حي السلام التابع لمديرية النشاط الاجتماعي لسهولة العملية مقارنة بدار المسنين ثكنة شعبان التابعة لبلدية وهران و التي يتطلب التحويل إليها إجراءات إدارية مطولة. كما يتم في نفس المرحلة تحويل القصر الذين تم إجلائهم إلى مصلحة الأحداث و من تم تحويلهم إلى مصلحة رعاية الطفولة طبعا بعد تعذر لم الشمل العائلي، أما بالنسبة للشباب القادرين على العمل فيخضعون لإجراء الإدماج المهني بورشات البناء حيث يضمنون العمل و المبيت معا. و أكدت مصادرنا أن فئة المتشردين تنقسم إلى ثلاثة منهم المدمنين على الكحول و المخدرات و غالبيتهم من سكان وهران و لديهم منازل في الأحياء الشعبية و يتجولون في شوارع المدينة كشارع الشهداء بالمدينة الجديدة و واجهة البحر و بالقرب من ثانوية باستور، و هذه الفئة يتم توجيهها مباشرة إلى مصلحة مكافحة و علاج الإدمان، و أشار رئيس مصلحة «سامو سوسيال» بهذا الخصوص أن الكثير من الحالات لا يتقبلون الخضوع للعلاج و ليس من صلاحيات المصلحة إرغامهم على ذلك داعيا إلى ضرورة إيجاد آليات أخرى لاحتواء هذه الفئة. أما الفئة الثانية من المتشردين فهم المرضى عقليا الذين يتم إجلائهم بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة أحد أعضاء اللجنة القطاعية التي تعمل المصلحة كوسيط بينهم، و يتم تحويلهم إلى المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية بسيدي الشحمي للتكفل و الرعاية، و تطرح المصلحة أيضا إشكالا آخرا يتعلق بمشكل التكفل المحدد بمدة زمنية لا يمكن تجاوزها داخل المستشفى و غياب التنسيق بين هذا الأخير و مصالح الضمان الاجتماعي حيث يسمح للمرضى عقليا بالخروج دون إعادتهم إلى عائلاتهم في غياب المتابعة و التالي يتم إيجادهم تائهين في الشوارع مرة أخرى مما يعكس تقصير المصالح المختصة في هذا الجانب. غياب التنسيق بين الجمعيات الخيرية يشجع الظاهرة و تعمل المبادرات الخيرية من الجمعيات و المتطوعين على تشجيع الظاهرة و تزايد عدد الحالات التي وجدت في الشارع وسطا للكسب و نيل الإحسان و إن كان الهدف إنسانيا نبيلا إلا أنه يتم دون تنسيق مع المصلحة المعنية ما يعيق مهام اللجنة القطاعية التي تبذل جهودا لاحتواء المتشردين و احتواء الظاهرة التي تسيء إلى مجتمعنا و إلى وجه المدينة، و تعمل المبادرات التطوعية الخيرية على توزيع وجبات ساخنة للمتشردين في عمل غير منسق حتى بين الجمعيات فيما بينها حيث توزع في أكثر من مبادرة أزيد من 8 وجبات في اليوم و يأكل المتشرد على الأكثر 3 وجبات و يرمي الباقي، و طلبت المصلحة التنسيق مع الجمعيات الخيرية لتقليل التكلفة و وضع برنامج لتنظيم العملية حتى لا يستغل بعض الانتهازيين الوضع، و نفس الشيء بالنسبة لتوزيع البطانيات التي تباع في اليوم التالي بسوق المدينة الجديدة بعد توزيعها على أشخاص ظهروا أنهم متشردين. العثور على 65 امرأة معنفة و 14 أما عازبة و بالموازاة تسجل مصلحة «سامو سوسيال» ارتفاعا في عدد الحالات الجديدة لفئات المتشردين و الأشخاص بدون مأوى الذي يغزون شوارع المدينة و تم إجلائهم من قبل اللجنة القطاعية و البالغ عددهم 611 حالة جديدة في 2019 بعدما أحصي سنة 2018 أزيد من 450 حالة جديدة 75 بالمائة منهم حسب السيد بن محمود ضحايا الضغوطات و المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية تم التكفل بهم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة بالإدماج العائلي 314 حالة خلال 2019، و الإدماج المؤسساتي ل126 حالة، و الإدماج المهني ل86 متشردا، كما تم العثور خلال نفس السنة على 65 امرأة معنفة، و 14 أما عازبة 3 حالات منها قادمة من خارج الولاية. و تم خلال شهر جانفي من السنة الجارية التكفل ب127 حالة أعيد منها 47 حالة إلى ولاياتها، و حولت 20 حالة إلى دار الرحمة، و 3 حالات وجهت إلى دار الرحمة بقسنطينة