المواطنون ينتظرون من الانتخابات التشريعية المسبقة المقررة يوم 12 جوان المقبل أن تحدث القطيعة النهائية مع الممارسات الخاطئة للعهد السابق بالقضاء على كل الشوائب والتصرفات المسيئة للعملية الانتخابية من غش وتزوير ورشوة وتدخل من الإدارة والأجهزة لتحديد حصص ونسب وأسماء الفائزين مسبقا لإخراج برلمان تحت الطلب لا يحسن إلا الموافقة برفع الأيدي واقتسام الامتيازات والمكاسب والانخراط في الفساد فالبرلمان المقبل. يفترض أن يكون ممثلا حقيقيا لأصوات الناخبين وتطلعاتهم ومعبرا عن همومهم وانشغالاتهم وخارجا الصندوق حقيقة لا مجازا وبعيدا عن الأيدي الخفيفة التي كانت تطفئ المصابيح عند فرز الأصوات لتعبث بها وتقوم بتزوير محاضر الفرز وبالتصويت مكان الغائبين أو التي تقوم بتوزيع المقاعد على المحظوظين من الأحزاب والشخصيات وتمنح الأغلبية لمن تريد فالانتخابات في الجزائر الجديدة ليست صورة للانتخابات السابقة أبدا وهذا ما تعهد به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وسينفذ بدقة وأمانة وإخلاص فجزائر الحراك الوطني الأصيل لن تخون نفسها هذه المرة وستعمل وفق قيمها ومبادئها وأخلاق شعبها وحضارتها وعقيدتها فهي حريصة على إضفاء الطابع الأخلاقي على السياسة ولا مجال للتراجع إلى الوراء والانتكاس إلى الخلف فكل العيون ترنو نحو المستقبل والبداية إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة وفي وضوح تام وبإشراف وتنظيم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وبمعايير دولية ونحن قادرون على فعل ذلك وما على المواطنين إلا المشاركة في هذا الموعد الوطني الهام والحاسم لتقرير مصير الديمقراطية في بلادنا بدل المقاطعة والقعود مع الخالفين وإظهار العجز والكسل والتهرب من تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية في ظرف حساس للغاية فالطبيعة لا تقبل الفراغ والحضور ضروري ولابد من تجاوز عقدة الماضي ومخلفاته السيئة وما تراكم في أنفسنا من الخيبة والشك وفقدان الثقة والمصداقية. إنا نريد أن نؤسس للجزائر الجديدة بنضالنا ومشاركتنا الفعالة والايجابية من خلال اختيار النواب الذين سيمثلوننا في قبة البرلمان حق التمثيل وينطقون باسمنا ويدافعون عن حقوقنا ومصالحنا وعلى الأحزاب السياسية المعول عليها في تزيين هذا العرس الوطني أن ترتقي بأفعالها وأفكارها وبرامجها ورجالها ونسائها تطبيقا لقاعدة المناصفة فتقدم أحسن وأفضل ما عندها للوصول إلى برلمان جزائري حقيقي يقوم بدوره على أحسن ما يرام ويمهد لتشكيل حكومة تعبر عنه وتنال ثقة الشعب الجزائري وتعمل لصالحه في إطار عملية الإصلاح والتغيير التي تنتهجها بلادنا بقيادة رئيس الجمهورية وتجسيد شعار من الشعب والى الشعب .