تشهد الأسواق المحلية لولاية وهران هذه الأيام، ندرة حادة في مادة زيت المائدة، الأمر الذي خلق حالة استياء وتذمر العديد من المتسوقين، الذين باتوا يبحثون عن هذه المادة الاساسية بشق الأنفس، لاسيما وأن شهر رمضان الكريم، لم تعد تفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة فقط. لم يستوعب المواطن أو المستهلك بصفة عامة الارتفاع الكبير في أسعار هذه المادة، بكل أنواعها في ظل الوضع الصحي، الذي أضر بالقدرة الشرائية للمواطن، وهي الزيادة التي استنكرها العديد من المستهلكين، معتبرين أن ارتفاع أسعا هذه المادة تأتي في وقت صعب جدا، باعتبار أن غالبية الأسر قد فقدت مورد رزقها، الأمر الذي أثر بالسلب على وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية. وللوقوف على ندرة هذه المادة الأساسية، قمنا بجولة خاطفة عبر العديد من المحلات المتواجدة بوسط المدينة، حيث تفاجأنا بغياب كلي لزيت المائدة، من رفوف بعض المحلات التجارية، حيث برر أصحابها بفقدانها لدى الموزعين، الذين امتنعوا منذ الأسبوع الفارط عن التموين بهذه المادة الأساسية مؤكدين أن السبب خارج عن نطاقهم. الندرة في مادة الزيت أو بعبارة أوضح اختفاؤها من رفوف المحلات التجارية، فتحت الأبواب أمام المضاربة بهذه المادة الأساسية، حيث وصل سعرها إلى مستوى قياسي تراوح بين 800 إلى 1000 دج ل5 لترات من هذه المادة التي يكثر عليها الطلب هذه الأيام. وقد طالب العديد من المواطنين، الذين التقينا بهم بعين المكان، وهم بصدد البحث عن هذه المادة، طالبوا بضرورة تفعيل دور المراقبة والضرب بيد من حديد، المخالفين الذين يقومون بتخزين مادة الزيت لبيعها بأسعار ملتهبة في شهر رمضان الذي هو على الأبواب. مديرية التجارة تنفي وبالموازاة أكد المدير الولائي للتجارة، أن مادة الزيت متوفرة لدى المحلات التجارية وحتى المساحات التجارية الكبرى لكن بسبب الإقبال الكبيرعلى هذه المادة من قبل المواطنين، وقع خلل في التوزيع لكن في جميع الأحوال فإن مادة الزيت ستكون متوفرة خلال الشهر الفضيل، لاسيما بعد دخول وحدتين لإنتاج الزيت حيز الخدمة، التي ستقوم بتموين السوق المحلية مشيرا إلى أن مصالح المراقبة وقمع الغش قامت الأسبوع المنصرم، بعمليات حجز كبيرة لهذه المادة كانت مخزنة بإحدى المحلات التجارية للمضاربة، وحسبه فقد تم حجز أكثر من 100 قارورة من مادة الزيت ب 5 لترات، مؤكدا على ضرورة مواصلة نشاط أجهزة المراقبة وهذا لمعاقبة المخالفين الذين يلهثون وراء الربح السريع، على حساب أصحاب الدخل المتوسط والضعيف، خاصة في ظل هذا الظرف الصحي الصعب الذي تمر به البلاد. « منظمة حماية المستهلك» توضح ومن جهته أوضح السيد مصطفى زبدي، رئيس منظمة حماية المستهلك، في اتصال هاتفي أمس، أن مادة الزيت متوفرة ولا توجد ندرة، لكن اقتناء هذه المادة بكميات كبيرة أدى إلى نفاد المنتوج بأكمله من السوق المحلية، وهو نفس السيناريو الذي كان من قبل سواء ما تعلق بمادة السميد أو الفرينة، التي شهدت مضاربة كبيرة، لكن في جميع الأحوال فإن مادة الزيت ستكون بوفرة خلال شهر رمضان الكريم. فما هي أسباب هذه الندرة والمضاربة في الأسعار؟ وهل هي مفتعلة أم حقيقية يا ترى ؟