هل سياحتنا مريضة فعلا وهل تنقصها الإمكانيات المادية والموارد البشرية كي تكون في المستويات المطلوبة منها خصوصا في هذا المجال بالذات وهل الجزائر قادرة على إحداث الطفرة السياحية؟ .. أسئلة الإجابة عنها سهلة وقد تكون أبسط من ذلك لأن الجزائر بلد والحمد لله بحجم قارة وتنوع المناخ بها ليس من قبيل التدليل عليه لأن الفصول واضحة بها عكس البلدان الأخرى التي تشتكي البرد طوال السنة أو الحر أيضا ..إننا حينما نقول أن سياحتنا ليست مريضة فهذا هو عين الصواب فتثمين جميع هذه الموارد أضحى في حكم اللزوم لأن لا شيء يأتي بدون تعب أو عناء .. فمدارس التكوين السياحي تعج بها البلاد والمعاهد العليا للفندقة حدث ولا حرج والشباب الطموح لشق الطريق في المجال كثر ولهم من الإرادة ما يجعلهم القدوة الجديرة بالإتباع فقط يتوجب علينا قلب الذهنيات المتكلسة نحو التغيير الإيجابي للخدمات والنوعية التي هي مفتاح الإقلاع السياحي بامتياز والتعود على أن مورد اقتصادي واحد لا يكفي البتة لكسر التبعية للمحروقات ..السياحة إذن عقلية جديدة أضحت حتمية في زمن شح الموارد المالية جراء الوباء وعوامل أخرى مثل تقلب السوق النفطية و«دلعها" الذي أصبحت العديد من البلدان المنتجة للبترول لا تقدر عليه بل تمكنت في تحقيق خطوات عملاقة في الميدان السياحي والأمثلة بالقنطار. لابد لنا أن نرفع هذا التحدي الكبير حجما فلا ينقصنا أي عنصر من عناصر التركيبة السياحية الوطنية سوى التشمير على السواعد وجعل هذه الفلسفة الجديدة عنوانا لمستقبل اقتصادي معتمد على الشمس والبحر والأجواء التي حبانا بها البارئ تعالى بل أن البلدان السياحية الرائدة تحسدنا على هذه النعم . القطاع الخاص إلى جانب العام له ما يدليه من دلو هو أيضا له كفاءاته وطاقاته التي لا يستهان بها فالكثير من التنسيق لا يفسد للود سياحة والتعاون المشترك كفيل بالقضاء على المعوقات التي ستزول لا محالة في ظل جزائر التغيير الإيجابي.